حضارة السومريين

حضارة السومريين هي إحدى أقدم الحضارات التي عرفتها البشرية، وتعود إلى الفترة بين القرن الرابع والثالث قبل الميلاد. كانت تلك الحضارة تقع في منطقة بين نهري دجلة والفرات في جنوب ما يعرف اليوم بالعراق، وكانت تتميز بتطورها في العديد من المجالات مثل الزراعة والتجارة والفنون والآداب وغيرها.

وكان للسومريين إسهامات كبيرة في الحضارة الإنسانية، فهم أول من استخدم الكتابة المدونة وأسسوا أولى المدن في العالم، كما ابتكروا العديد من الاختراعات مثل العجلة والزجاج والبرج الزاوي وغيرها. كما كان للسومريين ديانة معقدة وعبادة لعدد كبير من الآلهة، وكان لديهم نظام قانوني واجتماعي متطور.

وتعتبر حضارة السومريين إحدى الحضارات الأساسية التي ساهمت في بناء الحضارة الإنسانية، ولا تزال آثارها وتراثها تثير اهتمام العلماء والباحثين حتى يومنا هذا.

ما هي الإنجازات التي حققها السومريون في الحضارة والثقافة؟

حقق السومريون إنجازات عديدة في الحضارة والثقافة، ومن أبرز تلك الإنجازات:

  1. اختراع الكتابة: يعد السومريون أول حضارة في العالم استخدمت الكتابة المدونة لتسجيل الأحداث والصور والنصوص المختلفة.
  2. الزراعة: نظام الري الذي تبنّاه السومريون كان يعتمد على مياه نهري دجلة والفرات، وتمكّنوا من زراعة الحنطة والشعير والأرز والخضروات الأخرى.
  3. الهندسة والبناء: بنوا السومريون المدن والأبراج وذلك باستخدام التحصين الحجري والطوب.
  4. الفنون: قام السومريون بنحت الآثار الحجرية والرسومات الجدارية والمجسمات البارزة والنحت على العظام والمعادن والحجر الناعم.
  5. العلوم: قام السومريون بتطوير العديد من العلوم والمعارف مثل الرياضيات والفلك والأحصاء وغيرها.
  6. التجارة: كان السومريون يتاجرون في العديد من المنتجات مثل الحبوب والزيوت والأقمشة والمجوهرات، واستخدموا نظام الصكوك لإجراء التجارة.
  7. الآداب: أنتج السومريون العديد من النصوص الأدبية والشعرية والأساطير، وهذه النصوص تعدّ من الركائز الأساسية للثقافة السومرية.

تلك الإنجازات وغيرها جعلت حضارة السومريين واحدة من أكثر الحضارات تأثيراً على التاريخ الإنساني، ولا تزال آثارها وتراثها تلهم الباحثين والعلماء حتى يومنا هذا.

ما هي الآلهة الرئيسية التي كان يعبدونها السومريون؟

كان السومريون يعبدون عدداً كبيراً من الآلهة والإلهة، وكانت الديانة السومرية معقدة ومتشعبة، وفيما يلي أبرز الآلهة التي كانت تحظى بالتبجيل والعبادة لدى السومريين:

  1. أنو: إله السماء والأرض والجوانب.
  2. إينانا: إلهة الحب والجمال والخصوبة.
  3. نانا: إله القمر والزراعة والحرف والحكمة.
  4. إنكي: إله المياه والحكمة والحرف والحرب.
  5. نينورتا: إله الحرب والصناعة والحرف والحكمة.
  6. دموزي: إله الحب والحزن والموسيقى والشعر.

وبالإضافة إلى هذه الآلهة، كانت هناك آلهة أخرى كثيرة تعبد وتُحَيَّى في العصر السومري، وقد تغيرت أحياناً على مر الزمن، فالديانة السومرية كانت تعكس التحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي شهدها المجتمع السومري.

ما هي أساليب الحكم والإدارة التي اتبعتها السومريون؟

كانت الحكم والإدارة في حضارة السومريين مرتبطة بنظام الأسرة، حيث كانت العائلات تملك قطعة من الأرض وكانت تديرها بشكل مستقل. وبرغم ذلك، إلا أنه على المستوى الأعلى، كان هناك نظام للحكم المركزي.

في بعض المراحل التاريخية، كانت المدن السومرية تتحكم بمناطق مجاورة لها، وتستخدم أساليب الحكم والإدارة لإدارة تلك المناطق. فكان يتم تعيين مسؤولين لإدارة الشؤون السياسية والاقتصادية في المدن، ويمكن أن يتم تعيين ملوك للسيطرة على المدن وإدارتها.

وكانت هناك نظام الرهبانية الذي يتمثل في وجود معابد وأديرة دينية، وكانت تحتفظ بالسلطة وتتحكم في الشؤون الدينية والاجتماعية والاقتصادية للمنطقة المجاورة لها.

وكانت هناك أيضًا مجالس العشائر التي تعتبر إحدى أهم أساليب الحكم والإدارة في حضارة السومريين، حيث تجتمع العشائر وتناقش القضايا الاجتماعية والسياسية وتتخذ القرارات الهامة.

وفي النهاية، يجب الإشارة إلى أن أساليب الحكم والإدارة في حضارة السومريين كانت تتغير عبر الزمن وتخضع للتطور والتغيير بمرور الوقت.

ما هي التقنيات والاختراعات التي ابتكروها السومريون؟

ابتكر السومريون العديد من التقنيات والاختراعات ومن أبرزها:

  1. الكتابة المدونة: ابتكر السومريون الأولين في العالم نظام الكتابة المدونة، حيث كانوا يستخدمون علامات مصغرة للتعبير عن الكلمات والمفاهيم.
  2. العجلات: استخدم السومريون العجلات في النقل، وقد عُثِرَ على بعض الأرضيات التي تحمل آثاراً لعجلات تعود إلى فترة العصر السومري.
  3. الزراعة: قام السومريون بتطوير نظام ري مائي يعتمد على مياه نهري دجلة والفرات، وذلك ساعدهم على تحسين الإنتاج الزراعي.
  4. البناء: استخدم السومريون التحصين الحجري والطوب في البناء، وبنوا المدن والأبراج والمعابد.
  5. الخزانات: قام السومريون ببناء الخزانات والأحواض لتخزين المياه والحفاظ عليها.
  6. الصكوك: ابتكر السومريون نظام الصكوك لتسهيل التجارة، حيث يتم استخدام الصكوك كوسيلة للتحويل النقدي وإجراء العمليات التجارية.
  7. الزجاج: قام السومريون بتطوير تقنية صنع الزجاج، واستخدموه لصنع الزجاج الملوَّن والجواهر.
  8. الفلك: قام السومريون بتطوير الفلك وبدأوا في دراسة حركة النجوم والكواكب.
  9. الصابون: يعود اختراع الصابون إلى السومريين، حيث استخدموه في الغسيل والتنظيف.
  10. الأدوات الموسيقية: قام السومريون بتطوير العديد من الأدوات الموسيقية مثل الآلة الوترية والقيثارة.

تلك التقنيات والاختراعات وغيرها من الابتكارات التي قام بها السومريون، جعلت حضارتهم تأثيراً كبيراً على الحضارات التي أعقبتها.

ما هي الحروب والصراعات التي شهدتها حضارة السومريين؟

شهدت حضارة السومريين العديد من الحروب والصراعات خلال فترة تاريخية طويلة استمرت لعدة قرون. وقد كانت بعض هذه الحروب مع سكان المناطق المجاورة، في حين أن الأخرى كانت داخلية بين مدن السومريين.

واحدة من أهم الصراعات التي شهدتها حضارة السومريين هي صراعات بين مدينتي “لجش” و”عُمَّة” على الهيمنة على منطقة جنوب العراق، وحدثت هذه الصراعات خلال الفترة الممتدة ما بين 2500-2350 قبل الميلاد.

ومن بين الحروب الأخرى التي شهدتها حضارة السومريين، كانت الحرب التي وقعت بين مدينتي “لغاش” و”أوما”، والتي كانت سببها الصراع على السيطرة على ممرات النهر الفرات.

وقد شهدت حضارة السومريين أيضًا صراعات داخلية بين المدن المختلفة، حيث كانت معظم هذه الصراعات تكون بسبب الصراع على السيطرة على الموارد والأراضي.

ومع ذلك، فإن السومريين كانوا يمتلكون نظامًا جيدًا للتحكيم في حل النزاعات، وكانوا يستخدمون القضاء والمحاكم لحل النزاعات بين المدن.

ما هي الأساطير والقصص التي يرويها التراث السومري؟

تمتلك الحضارة السومرية تراثًا غنيًا من الأساطير والقصص التي تشكل جزءًا هامًا من التراث الثقافي لهذه المنطقة. وتعدُّ الأساطير السومرية أول الأساطير التي عرفت في التاريخ، وقد تم نقلها عبر الأجيال من خلال التدوين الحجري.

ومن بين الأساطير السومرية الشهيرة، يأتي مثلاً “إنانا وديموزي”، وهي قصة حب بين إلهة الحب والحرب “إنانا” وإله النمو “ديموزي”، وتتحدث هذه الأسطورة عن رحلة ديموزي إلى العالم السفلي.

وتتحدث أيضاً الأساطير السومرية عن آلهة كثيرة، مثل إننا، إينكي، إنليل، إنشار، إلخ. وتتنوع قصص هذه الآلهة، فمنها من يتحدث عن الخلق وفيها تصور الآلهة بوصفهم مسببين للحياة والطبيعة، ومنها من يتحدث عن معارك الآلهة وتحدياتهم.

وتتضمن الأساطير السومرية أيضاً قصة الطوفان والتي رويت في العديد من الحضارات المختلفة، كما تتحدث الأساطير السومرية عن ملوك وزعماء سومريين مشهورين، مثل جيلجاميش وأوروك. وتتكون هذه الأساطير من قصص شيقة وغامضة تعبر عن ثقافة ومعتقدات الحضارة السومرية.

ما هي الآثار المتبقية من حضارة السومريين حتى يومنا هذا؟

رغم مرور الآلاف من السنين على اندثار حضارة السومريين، فإن هناك العديد من الآثار التي تركتها هذه الحضارة والتي تشكل جزءًا من التراث الثقافي للإنسانية، وبعض هذه الآثار ما زالت موجودة حتى يومنا هذا.

وتتضمن بعض الآثار المتبقية من حضارة السومريين:

  1. بعض الأبنية والمعابد: حيث توجد بقايا لبعض المعابد والأبنية التي أقامها السومريون في العراق، مثل مدينة “أور” و “نِبِرُ” و “أومَّة”.
  2. الأدوات والأواني: فقد تم العثور على العديد من الأدوات والأواني الزجاجية والفخارية والحجرية، التي كان يستخدمها السومريون في حياتهم اليومية.
  3. النقوش الحجرية: حيث توجد العديد من النقوش الحجرية التي قام بها السومريون في المباني والمعابد والأهرامات، وتشمل هذه النقوش صورًا للآلهة والإنسان والحيوانات.
  4. النظام القانوني: فقد ترك السومريون نظامًا قانونيًا متطورًا يعد من أقدم الأنظمة القانونية في التاريخ، وهذا النظام كان يستند إلى مفهوم العدالة والمساواة بين جميع الأفراد.
  5. الكتابة السومرية: حيث تعتبر الكتابة السومرية من أقدم الكتابات في التاريخ، وقد استخدمت هذه الكتابة لتدوين العديد من النصوص والنقوش والأساطير التي تروي تاريخ حضارة السومريين.

بهذه الطريقة، تظل حضارة السومريين حتى اليوم تشكل جزءًا من التراث الثقافي للعالم، وتعد إحدى الحضارات الأساسية التي ساهمت في تشكيل المجتمع الإنساني كما نعرفه اليوم.


0 تعليق

اترك تعليقاً

عنصر نائب للصورة الرمزية (Avatar)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *