الحضارة الآشورية

الحضارة الآشورية هي إحدى الحضارات القديمة التي نشأت في منطقة شرق البحر المتوسط، وكانت تتميز بالتقدم العلمي والثقافي والفني. تأسست هذه الحضارة في القرن الـ 24 قبل الميلاد، وازدهرت في الفترة بين القرن الـ 14 والقرن الـ 7 قبل الميلاد.

وكانت مملكة آشور الحاكمة للحضارة الآشورية، حيث كانت تمتد على أراضي عدة بين غرب آسيا وشمال شرقها، وكانت تقوم على نظام قائم على الإقطاعية والاستعباد. وعرفت الحضارة الآشورية بتشكيلها لجيش قوي ومتطور، وحكمها الأسود القاسي الذي اشتهر بالقتل والتدمير.

وتركت الحضارة الآشورية إرثًا ثقافيًا وفنيًا وعلميًا هائلًا، حيث تميزت بإنتاج الأدب والشعر والأساطير والتاريخ، كما نجحت في بناء معابد وقصور وحفر نقوش على الجدران والمعادن تدل على التقدم الهائل الذي حققته الحضارة في مجال الفنون والعلوم.

ما هي الفترة التي ازدهرت فيها الحضارة الآشورية؟

الحضارة الآشورية ازدهرت في الفترة من القرن الـ 14 قبل الميلاد وحتى القرن الـ 7 قبل الميلاد. خلال هذه الفترة، توسعت مملكة آشور وأصبحت إمبراطورية قوية في المنطقة، حيث كان لها نفوذ على بلاد ما بين النهرين وغرب آسيا.

وفي أوج تألقها، شملت الإمبراطورية التي أسستها الحضارة الآشورية مساحات واسعة من الأراضي، وتمتد من شمال ما بين النهرين إلى جنوب مصر والبحر الأحمر، ومن الخليج الفارسي إلى شمال سوريا وتركيا.

تميزت فترة ازدهار الحضارة الآشورية بالنجاحات العسكرية التي حققتها الإمبراطورية، وبالتقدم الفني والثقافي الذي شهدته. وكانت هذه الفترة تشهد بناء معابد وقصور ومدن، وتطوير اللغة الآشورية والكتابة المسمارية، وتقديم إسهامات هائلة في مجال العلوم والتكنولوجيا.

كيف كانت الحياة في الحضارة الآشورية؟

الحضارة الآشورية كانت حضارة عريقة وقوية في منطقة الشرق الأوسط بين القرن العاشر قبل الميلاد والقرن السابع قبل الميلاد. كانت مملكة آشور إحدى أهم الممالك في تلك الفترة، وتمتد تأثيراتها من شرق الأناضول حتى شمال مصر.

كانت الحياة في الحضارة الآشورية متنوعة ومليئة بالإنجازات في مجالات مختلفة مثل الفن والأدب والبناء والعلوم. وكانت الحكومة الآشورية مركزية قوية وكانت تحكم من قبل ملوك قويين وذوي خبرة وكانت تتمتع بجيش قوي ومنظم وكانت تسيطر على العديد من المدن والمناطق المجاورة.

كانت الحضارة الآشورية تعتمد على الزراعة والتجارة وكان لديها صناعات مختلفة مثل الحرف اليدوية والمعادن وتشكيل الحجر. كما كانت تعتبر بؤرة للمعرفة والثقافة، وقد أسهم الآشوريون في تطور الأدب والعلوم من خلال إنشائهم مدارس ومكتبات ومراكز ثقافية.

ومع ذلك، فإن الحضارة الآشورية كانت تعتمد على الحروب والتوسع الإقليمي، وكان العنف جزءًا أساسياً من نظامها السياسي. وقد أدى هذا النهج إلى تراجع الحضارة الآشورية فيما بعد وانهيارها في النهاية.

ما هي أهم المعالم الأثرية في الحضارة الآشورية؟

تعتبر الحضارة الآشورية واحدة من أقدم الحضارات في العالم، وقد تركت عددًا كبيرًا من المعالم الأثرية التي تعكس بشكل كبير تاريخ وثقافة هذه الحضارة العريقة. ومن بين أهم المعالم الأثرية في الحضارة الآشورية نذكر:

1- قصر نمرود: وهو قصر عملاق بُني في القرن الثامن قبل الميلاد ويقع بالقرب من مدينة الموصل.

2- معبد خانو: وهو معبد يعود تاريخه إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد ويقع في مدينة أربيل.

3- مدينة نينوى: وهي عاصمة الإمبراطورية الآشورية القديمة وتقع بالقرب من الموصل.

4- معبد بل: وهو معبد بناه الملك الآشوري أددو نراري الثالث في القرن الثامن قبل الميلاد ويقع في مدينة حاتر.

5- قصر الشامشري: وهو قصر يقع بالقرب من مدينة نينوى ويعود تاريخه إلى القرن السابع قبل الميلاد.

6- معبد آشور: وهو معبد يعود تاريخه إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد ويقع في مدينة كلخ.

7- معبد إيشتار: وهو معبد يقع في مدينة أشور وكان يُعَبَّد فيه إله الحكمة والمعرفة.

هذه هي بعض المعالم الأثرية الرئيسية في الحضارة الآشورية، والتي تجسد بشكل جيد تاريخ هذه الحضارة العريقة وتراثها الثقافي.

كيف تم استخدام تقنية الكتابة في الحضارة الآشورية؟

تعد الحضارة الآشورية من أول الحضارات التي استخدمت الكتابة كوسيلة للتواصل والتوثيق. وكانت تقنية الكتابة تستخدم بشكل رئيسي في الإدارة والتجارة والدين.

كانت الحروف الآشورية تشبه حروف الأبجدية العربية واللاتينية، وتم استخدام طريقة الكتابة المسطَّرة الأفقية لكتابة النصوص. ويعتبر نظام الكتابة الآشوري القديم واحدًا من أقدم الأنظمة الكتابية في العالم، وقد تطور مع مرور الزمن ليصبح أكثر دقة واتقانًا.

وكانت الكتابة تستخدم بشكل واسع في الإدارة الحكومية والتجارية لتسجيل المعاملات المالية والتبادلات التجارية، إضافةً إلى استخدامها في توثيق الأحداث الدينية والثقافية والسياسية والعسكرية.

كما عثر على نقوش ونصوص آشورية عديدة تشمل العديد من الموضوعات مثل التراث الديني، والتاريخ، والأدب، والفن، والعلوم، والتكنولوجيا. وهذه النصوص تعد مصادر هامة لدراسة حضارة الآشورية وتاريخها وتراثها الثقافي.

ما هي أهم الإنجازات العلمية والتكنولوجية للحضارة الآشورية؟

تعتبر الحضارة الآشورية واحدة من أقدم الحضارات في التاريخ، ولقد أسهمت بشكل كبير في التطور العلمي والتكنولوجي خلال فترة تاريخية طويلة. ومن بين أهم الإنجازات العلمية والتكنولوجية للحضارة الآشورية:

1- تطور اللغة الأكادية: كان الآشوريون يستخدمون اللغة الأكادية في كتابة نصوصهم الدينية والسياسية والاقتصادية، وقد تم تطوير هذه اللغة لتصبح لغةً علميةً وثقافيةً.

2- تطوير الري والزراعة: كان الآشوريون يستخدمون نظام ري متقدم باستخدام قنوات المياه والسدود، كما قاموا بتطوير تقنيات الزراعة لتحسين إنتاجية المحاصيل.

3- تطوير الأدوات الزراعية والصناعية: قام الآشوريون بتطوير الأدوات الزراعية والصناعية، مثل الفؤوس والمطارق والمحاريث والصواني وغيرها.

4- الرياضيات والفلك: كان الآشوريون يستخدمون الرياضيات في حساباتهم وتطبيقاتهم اليومية، كما قاموا بدراسة الفلك وحساب الأوقات والمواسم باستخدام أدوات زجاجية دقيقة.

5- تطوير الطب: قام الآشوريون بتطوير الطب واستخدام الأعشاب الطبية والجراحة لعلاج الأمراض والإصابات.

6- تطوير العمارة: كانت الحضارة الآشورية تتميز بتطويرها العماري المبتكر واستخدامها للحجر والطوب في البناء، وقاموا ببناء المعابد والقصور والأسوار الضخمة.

هذه بعض الإنجازات العلمية والتكنولوجية للحضارة الآشورية، والتي شكلت جزءًا أساسيًا من تقدم الحضارة وتأثرها على التطور المستمر في العالم.

كيف كانت العلاقات الدبلوماسية بين الحضارة الآشورية والحضارات الأخرى؟

تمتلك الحضارة الآشورية سجلاً دبلوماسياً غنياً ومتنوعاً، حيث كانت تتعامل مع الحضارات الأخرى بالقرب منها أو بعيدة عنها. كان للدولة الآشورية علاقات دبلوماسية مع مصر وبابل وسوريا والإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية الرومانية ومملكة إيلام والإمبراطورية الهندوسية وغيرها.

وكانت هذه العلاقات تتراوح بين الحروب والصلح والتحالفات، حيث كانت الحروب تتم بين الآشوريين والدول المجاورة لهم، وكانت الصلح والتحالفات تتم من أجل تحقيق مصالح مشتركة بين الدول.

وعلى الرغم من أن الحرب كانت تعتبر وسيلة شائعة للتعامل بين الدول في ذلك الوقت، إلا أن الحضارة الآشورية كانت تعتمد أيضاً على العلاقات التجارية والتبادل الثقافي مع الحضارات الأخرى. وكان هذا النوع من العلاقات يساعد على تحسين العلاقات الدبلوماسية بين الدول، وكان للحضارة الآشورية دور كبير في نشر الثقافة والفن والعلوم إلى العالم الخارجي.

ما هي الأساطير والأديان التي ظهرت في الحضارة الآشورية؟

شهدت الحضارة الآشورية ظهور العديد من الأساطير والأديان، حيث كانت هذه الجوانب مرتبطة بالعقائد الدينية والمفاهيم الفلكية والإلهية التي كانت تؤثر على الحياة اليومية للشعب الآشوري. ومن بين أهم هذه الأساطير والأديان نذكر:

1- ديانة الملوك: وهي ديانة يعتقد الأشوريون فيها بأن الملوك هم أصحاب السلطة الروحية والمادية، وأنهم يتمتعون بقدرات خارقة، وأنهم محميون بشكل خاص من قبل الآلهة.

2- عبادة الآلهة: شهدت الحضارة الآشورية وجود العديد من الآلهة التي كان يعبدونها، مثل إشتار، وشاماش، ونينورتا، وإننا، وآشور.

3- أساطير الخلق: كانت تعتبر من الأساطير المهمة في الحضارة الآشورية، حيث يروى فيها قصة خلق الكون والإنسان وكيف تم إضفاء الروح على الإنسان.

4- الأساطير الخرافية: كانت تشمل قصصاً عن الأبطال والأحداث الخارقة، وكان شعب الآشوريين يعتقد بأن هذه الأساطير تمتلك مغزى رمزياً أو دلالياً.

5- تقاليد العبادة والطقوس: كانت هذه التقاليد تتضمن الصلوات والتضحيات والاحتفالات الدينية التي كان الشعب الآشوري يحتفل بها في مناسبات مختلفة، مثل الزواج والولادة والمواسم الزراعية.

هذه بعض الأمثلة على الأساطير والأديان التي ظهرت في الحضارة الآشورية، ولا يمكن اعتبار هذا القائمة شاملة بالكامل لجميع الأديان والأساطير التي ظهرت في تلك الحقبة الزمنية.

كيف تم تدمير الحضارة الآشورية؟

تعرضت الحضارة الآشورية للعديد من الهجمات والغزوات خلال فترة وجودها، ولكن تم تدميرها في نهاية المطاف على يد الإمبراطورية البابلية التي قادها ملك بابل نبوخذ نصر الثاني في القرن السابع قبل الميلاد.

في ذلك الوقت، كانت الإمبراطورية الآشورية في حالة ضعف، وكانت قد تعرضت للهجمات من قبل مملكة أورارتو وغيرها من الممالك الأخرى. وبعد وفاة الملك الآشوري أشوربانيبال الثالث في العام 627 قبل الميلاد، اندلعت حروب الخلافة في الإمبراطورية، ولم يستطع الملوك الآشوريون الاحتفاظ بالوحدة والقوة.

واستغل ملك بابل نبوخذ نصر الثاني هذا الضعف وشن حملة عسكرية ضد الإمبراطورية الآشورية في العام 612 قبل الميلاد، وتمكن من السيطرة على مدينة نينوى، وهي العاصمة الآشورية آنذاك. ومع هذا الانتصار، تم تدمير الحضارة الآشورية وتم إلحاقها بالإمبراطورية البابلية.

بعد ذلك، خسرت الإمبراطورية البابلية ثقتها بالسلطة، وبدأت السيطرة الفارسية في الحكم على المنطقة، ومن ثم سيطر الإغريق والرومان، بينما استمر العرب في الحكم على المنطقة حتى العصر الحديث.

ما هي الأساليب التي استخدمتها الحضارة الآشورية في إدارة الدولة؟

كانت الحضارة الآشورية تعتمد على نظام إداري مركزي يتمثل في الملك والأسرة الحاكمة، حيث كان الملك هو زعيم الدولة والجيش والدين، وكان يترأس مجلس الوزراء الذي كان يضم الوزراء والمستشارين.

وكان للحكومة الآشورية أيضًا جهاز إداري مركزي متطور ومنظم يتضمن:

1- المحافظات: كانت تنقسم الإمبراطورية الآشورية إلى عدة محافظات، وكانت كل محافظة تديرها مجموعة من الحكام والمسؤولين الذين كانوا يتبعون للملك.

2- الأسر: كانت الأسر تعد وحدات إدارية أساسية في الحضارة الآشورية، حيث كانت كل أسرة تعمل كمجموعة اقتصادية مستقلة، وكانت تديرها المسؤولين المعينين من قبل الحكومة.

3- الوزارات: كانت تحكم الإمبراطورية الآشورية من خلال عدة وزارات، مثل وزارة المالية ووزارة الثروة الحيوانية ووزارة الزراعة.

4- الجيش: كان الجيش في الحضارة الآشورية يعمل كجزء من النظام الإداري، حيث كان يستخدم في الحفاظ على الأمن الداخلي والدفاع عن الإمبراطورية ضد الهجمات الخارجية.

وقد اعتمدت الحضارة الآشورية أيضًا على نظام الرسائل البريدية الذي كان يتم استخدامه لنقل المعلومات والأوامر بين المسؤولين والحكام في جميع أنحاء الإمبراطورية.

كيف تم تحفيز الاقتصاد في الحضارة الآشورية؟

تعتبر الحضارة الآشورية واحدة من أولى الحضارات التي اهتمت بتطوير الاقتصاد وتحفيزه، حيث اعتمدت على الزراعة والتجارة كأهم مصادر للدخل. وقد قامت الحكومة الآشورية بتشجيع الاقتصاد بعدة طرق، منها:

1- تنمية الزراعة: كانت الحكومة الآشورية تحرص على تحسين وتطوير الزراعة وتشجيع المزارعين على زراعة المحاصيل المختلفة. وقد قامت بتوفير الأراضي الزراعية والبذور والأدوات اللازمة للمزارعين.

2- تطوير التجارة: كانت الحكومة الآشورية تعتبر التجارة من أهم مصادر الدخل، لذا قامت بتشجيع التجارة وتسهيل عمليات الشحن والتجارة عبر إقامة موانئ ومراكز تجارية.

3- ابتكار نظام الوزن والميزان: قامت الحكومة الآشورية بابتكار نظام وحدات القياس والوزن والميزان، مما ساعد في تسهيل عمليات التجارة وضمان العدالة في المعاملات التجارية.

4- تطوير الصناعة: كانت الحكومة الآشورية تولي اهتمامًا كبيرًا لتطوير الصناعة وتشجيع الصناعيين، وقد قامت بتأسيس عدة صناعات كصناعة النسيج والأدوات الزراعية والأسلحة.

ويمكن القول إن هذه الإجراءات والسياسات التي اتبعتها الحكومة الآشورية، ساهمت في تنمية الاقتصاد وتحفيزه، مما جعلها تحقق نجاحًا وازدهارًا كبيرًا خلال فترة حكمها.

 


0 تعليق

اترك تعليقاً

عنصر نائب للصورة الرمزية (Avatar)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *