الدم الذهبي

نشرت من قبل corsati في

الدم الذهبي

الدم الذهبي أندر فصيلة دم في العالم

الدم الذهبي

من المعلومات العامة حول جسم الإنسان، أن هناك ثمانية فصائل مختلفة للدم البشري. إن كُنت من المُصدّقين بهذه المعلومة، فيُؤسفنا القول إنك مخطئ! في الحقيقة، هناك الملايين من أنواع فصائل الدم، لكن أكثر هذه الفصائل ندرة يتقاسمها أقل من 45 شخصًا في العالم بأسره، وهي الفصيلة التي أُطلق عليها اسم “الدم الذهبي”.

ما هي فصيلة الدم الذهبي؟

إن تحدّثنا بإيجاز عن فصائل الدم، فيُمكننا القول أن أجسامنا مليئة بالملايين من خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين إلى جميع خلايا وأعضاء الجسم. وتحمل كل خلية دم حمراء نوع معيّن من المستضدات “Antigens” التي ستمنع الأجسام المضادة في الدم من مهاجمتها، وهي بمثابة درع ضد العدوى. ولعل أشهر المستضدات في الدم مستضادا A و B، ويتم تحديدها عادةً من خلال الجينات التي يرثها الشخص من أمه وأبيه. بينما يُعتبر مستضد O من الجينات النادرة، وهناك كذلك مستضد D الذي يُحدد إن كانت فصيلة الدم موجبة أو سالبة. وتعترف الجمعية الدولية لنقل الدم بحوالي 35 مجموعة من فصائل الدم، إلا أن أشهر فصائل الدم التي يجب على الجميع معرفتها هي تلك المقسًمة بنظامي ABO ونظام Rhesus D. وبعيدًا عن فصائل الدم الشائعة، فإن كُنت تفتقر لمستضد يحمله 99% من البشر، فإن فصيلة دمك نادرة.

الدم الذي يفتقر إلى مستضدات ريسوس

إن كُنت تفتقر لمستضد يحمله 99.99% من البشر في دمهم فأنت شخصية خارقة بكل ما تحمله الكلمة من معنى!

ومن بين العديد من فصائل الدم الشائعة والنادرة التي يحملها الناس، هناك فصيلة واحدة تعتبر الأندر على الإطلاق، وكما ذكرنا، هناك حوالي 43 شخص فقط في العالم بأسره يحمل هذه الفصيلة، وهي فصيلة Rh null blood، والتي تمتاز بعدم وجود العامل الرايزيسي فيها، وهو العامل الأكثر انتشارًا بين فصائل الدم لمعظم البشر. ومن بين الـ 43 شخصًا الذين يحملون هذه الفصيلة النادرة، هناك تسعة أشخاص منهم من المتبرعين النشطين حاليًا. وإلى جانب كوْن هؤلاء الأشخاص من المميّزين، فإن فصيلة الدم “Rh Null”، والتي أطلق عليها الخُبراء بفصيلة “الدم الذهبي”، تُعتبر قيّمة للغاية، وذلك باعتبارها فصيلة دم شامل يستطيع صاحبها التبرُع لأي شخص لديه أنواع دم نادرة داخل نظام “Rh”. ما يعني أن قدرة الشخص الحامل لفصيلة “Rh Null” على إنقاذ حياة الآخرين هائلة للغاية عندما يتعلّق الأمر بنقل الدم.

ما هي أسباب وجود الدم الذي يفتقر إلى مستضدات ريسوس؟

يعود وجود الدم الذي يفتقر إلى مستضدات ريسوس إلى حدوث طفرة جينية في الوراثة، حيث يرتبط هذا المرض بجينات معينة تحكم في إنتاج البروتينات المسؤولة عن مستضدات Rh على سطح خلايا الدم الحمراء. ويحدث هذا النوع من الدم عندما يرث الشخص نُسختين من الجين المسؤول عن مستضدات Rh واللذين يحملان طفرة جينية، وبالتالي فإنه لا يتم إنتاج البروتينات المسؤولة عن مستضدات Rh.

ويكون الدم الذي يفتقر إلى مستضدات ريسوس نادرًا جدًا، حيث يحدث هذا النوع من الدم في أقل من 5 أشخاص لكل مليون شخص في العالم.

ما هي فوائد ومخاطر نقل الدم الذي يفتقر إلى مستضدات ريسوس؟

تعتبر فوائد نقل الدم الذي يفتقر إلى مستضدات ريسوس كالتالي:

  1. يعتبر هذا النوع من الدم “متبرع عالمي”، حيث يمكن استخدامه لنقل الدم لأي شخص يحتاج للنقل، بغض النظر عن فصيلة دمه.
  2. يعد الدم الذي يفتقر إلى مستضدات ريسوس نادرًا جدًا، ويتطلب استخدامه في بعض العمليات الجراحية المعقدة والنادرة التي تتطلب أن يكون المتبرع متوافقًا بشكل كامل مع فصيلة دم المريض.
  3. يمكن أن يستخدم الدم الذي يفتقر إلى مستضدات ريسوس في حالات معينة حيث يكون الجسم غير قادر على تحمل مستضدات Rh، مثل حالات حمل النساء الحوامل الذين يحملون Rh-negative.

أما بالنسبة للمخاطر، فيمكن أن يتعرض الشخص الذي يتلقى نقل دم من الدم الذي يفتقر إلى مستضدات ريسوس لبعض المخاطر، ومن هذه المخاطر:

  1. احتمالية الإصابة بعدوى الفيروسات أو الأمراض المنقولة بالدم.
  2. احتمالية حدوث تفاعل مناعي إذا كان الشخص المتلقي يحمل Rh-Positive blood، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تدمير خلايا الدم الحمراء في جسم المتلقي.
  3. احتمالية حدوث تجلطات الدم أو التهابات في الأوردة بعد عملية نقل الدم.

هل يمكن لشخص يحمل الدم الذي يفتقر إلى مستضدات ريسوس أن يعاني من مشاكل صحية نتيجة لذلك؟

نعم، يمكن لشخص يفتقر إلى مستضدات ريسوس الإصابة ببعض المشاكل الصحية. فمثلاً، إذا كان لديه مجموعة دم سلبية (-) وتم نقل دم من شخص آخر لديه مجموعة دم إيجابية (+)، فإن جهاز المناعة لدى الشخص الذي يفتقر إلى مستضدات ريسوس قد يشعر بأن هذا الدم هو جسم غريب ويحاول هجومه، مما يؤدي إلى حدوث تفاعلات خطيرة مثل فشل الكلى أو الصدمة الدموية.

هناك أيضاً مشاكل أخرى محتملة لدى الأشخاص الذين يفتقرون إلى مستضدات ريسوس، مثل الأنيميا الناتجة عن نقص عدد خلايا الدم الحمراء، والتي يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالتعب وضيق التنفس. ومن الجدير بالذكر أن هذه المشاكل الصحية لا تنطبق على جميع الأشخاص الذين يفتقرون إلى مستضدات ريسوس، فالعديد منهم لا يعانون من أي مشاكل صحية.

هل الأشخاص الذين يحملون الدم الذي يفتقر إلى مستضدات ريسوس يمكن أن يتبرعوا بالدم؟

نعم، يمكن للأشخاص الذين يحملون الدم الذي يفتقر إلى مستضدات ريسوس (Rh-) التبرع بالدم، لكن يجب أن يتم ملاحظة بعض النقاط. فعند تبرع شخص Rh- بالدم، يجب عليه التأكد من أن المتلقي أيضاً يحمل نفس المجموعة الدموية ونفس نوع العامل RH. وإذا كان المتلقي Rh+، فيجب تجنب تبرع الدم من قبل الشخص Rh- لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى حدوث تفاعلات خطيرة في جهاز المناعة للمتلقي.

ولهذا السبب، فإن الأشخاص الذين يرغبون في التبرع بالدم، عادةً ما يتم فحصهم للتأكد من نوع دمهم وعامل RH، وبناءً على ذلك يتم تحديد ما إذا كانت هناك حاجة للدم Rh- أم لا.

كيف يمكن التعرف على الدم الذي يفتقر إلى مستضدات ريسوس؟

يتم تحديد نوع الدم بناءً على وجود أو عدم وجود مستضدات ريسوس في الدم. إذا كان لدى شخص مستضدات ريسوس، فإنه يصنف عادةً كفئة دم RH-Positive، وإذا كان الشخص لا يملك مستضدات ريسوس، فإنه يصنف عادةً كفئة دم RH-Negative.

لتحديد ما إذا كانت الدمية تحتوي على مستضدات ريسوس أو لا، يتم استخدام اختبار سريع يسمى اختبار الدم المستضدات الريسوسية (Rh factor). يتم جمع عينة من الدم ويتم تعريضها لمواد كيميائية تستجيب بشكل مختلف إذا كانت الدمية تحتوي على مستضدات ريسوس أم لا. يمكن للطبيب أو الفني في المختبر قراءة النتائج وتحديد ما إذا كان الدم يحتوي على مستضدات ريسوس أم لا.


0 تعليق

اترك تعليقاً

عنصر نائب للصورة الرمزية (Avatar)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *