التصميم الذكي
التصميم الذكي
التصميم الذكي للكون :
بعض الميزات في الكونْ والكائنات الحية لا يُمكن تفسيرها إلا بمسبب ذكي ، وليس بمسبب غير موجه كالاصطفاء الطبيعي
هذا المفهوم يدعم وجود الله عن طريق أدلة علمية بدلاً من أفكار دينية , وهي بنظر مؤيديها نظرية علمية تقف على قدم المساواة أو تتفوق على النظريات الحالية التي تتعلق بالتطور وأصل الحياة.
إن مُنظروا فكرة التصميم ( Intelligent design ) الذكي المعاصرة مرتبطون بمعهد دسكفري وهي منظمة أمريكية غير ربحية مقرها سياتل في واشنطن.
وترتكز فكرة التصميم الذكي على مفاهيم أساسية وهي التعقيدات المتخصصة والتعقيدات غير القابلة للاختزال والتي تقول بأن هناك أنظمة بيولوجية معقدة بشكل معين بحيث لا يمكن تكونها عبر طرق طبيعية عشوائية، وهناك أيضا مفهوم التوافق الدقيق للكون الذي يقول بأن الكون قد صُقل بعناية ليسمح بظهور الحياة على الأرض.
أثار مفهوم التصميم الذكي جدلاً في المجتمع العلمي بسبب محاولة أنصاره إدخاله إلى مجال التعليم المدرسي، إضافة لجذبه عدداً من العلماء والفلاسفة، ومنهم الفيلسوف أنطوني فلو الذي أعلن تأييدهُ للتصميم الذكي وأن هناك مصمماً ذكياً يقف خلف التطور، ورجوعه عن الإلحاد .
ما هي النظرية الأكثر شيوعاً حول التصميم الذكي للكون؟
ما هي الدلائل التي تدل على وجود تصميم ذكي في الكون؟
- تعقيد الحياة وتنظيمها: يقول مؤيدو التصميم الذكي بأن ترتيبات الكون المعقدة والتي تساعد على ظهور الحياة واستمراريتها تدل على وجود مصمم أو مصممين خلف هذا الترتيب.
- الانسجام الدقيق بين قوانين الطبيعة: تشير بعض الدراسات إلى أن هناك انسجام دقيق بين قوانين الطبيعة وأنه من الصعب للغاية أن تظهر هذه الانسجامات عشوائيًا، ولذلك يرى مؤيدو التصميم الذكي أن وجود هذه الانسجامات يشير إلى وجود مصمم خلفها.
- العدم قدرة العلم على شرح كل شيء: يرى بعض المؤيدون للتصميم الذكي بأن هناك أسئلة لا يستطيع العلم حاليًا الإجابة عليها، وبالتالي فإن وجود مصمم خلف الكون يشكل إحدى الإجابات المحتملة.
- رقي العقل البشري: يرى بعض المؤيدون للتصميم الذكي بأن قدرات العقل البشري وتطوره تدل على وجود مصمم ذكي خلف هذا التطور.
التشكيك بالتطور الطبيعي :
في عام 1859 أصدر عالم الأحياء تشارلز داروين كتابه ” أصل الأنواع ” الذي صار أشهر الكتب التي تحاول تفسير نشأة الكائنات الحية وأكثرها إثارة للجدل، ويضع داروين في كتابهِ نظرية تنص على أن جميع الكائنات الحية قد تطورت من كائنات حية أخرى أقل تعقيداً، حيث أن الطفرات الوراثية والانتخاب الطبيعي قد عملا سوياً على إنشاء كائنات أكثر تطوراً من اسلافها.
في ذاك الوقت لم يعرف العلماء عن الخلية سوى أنها بقعة بسيطة من البروتوبلازم تشبه الجيلي ولم يتغير هذا المفهوم حتى خمسينات القرن العشرين، وعند استكشاف دنا الخلية للمرة الأولى من خلال المجهر الالكتروني، ورؤية الخلية بشكل مكبر قد أثار ثورة في علم الاحياء حيث أكتشف العلماء بأن هنالك عالم كامل داخل الخلية وإنها أبعد ما تكون عن البساطة، فلو كان العلماء في ذلك الوقت يظنون ان الخلية هي بدرجة تعقيد سيارة مثلا فإن درجة التعقيد المعروفة الآن عن الخلية هي بدرجة تعقيد المجرة (حسب وصف بيرلنسكي).
لذا بدأ العديد من العلماء بالتشكيك فيما كان هذا التعقيد الهائل قد تم بناؤهُ بمحض الصدفة فقط، بل يبدو أنه تم تصميمه عن عمد من قبل مصمم ذكي خارق، على سبيل المثال، إذا وجد أحد علماء الآثار تمثالاً مصنوعاً من الحجر في حقل، سيستنتج أن التمثال قد صُنع، لأن الملامح التي يحملها التمثال تؤكد ان هناك شخصاً ذكياً قام بإنشائه ولا نذهب لافتراض أن العوامل المناخية (مثل الأمطار) قامت بنحتهِ ليصبح بهذا الشكل، لكننا أيضاً لن نبرر بنفس الادعاء إذا وجدنا قطعة صخرية عشوائية الشكل ومن نفس الحجم.
ومن هنا نستطيع القول أن التمثال يحمل “علامات ذكاء” على عكس قطعة الحجر العشوائية الشكل، لذا فان مؤيدي التصميم الذكي يعملون على البحث عن الأنظمة البيولوجية التي تحمل علامات الذكاء الدالة على أنها لم تنشأ عن محض الصدفة، ومثل هذه الأنظمة ما يسمى “بالتعقيد اللا إختزالي” و”التعقيدات المتخصصة”.
0 تعليق