البراكين

نشرت من قبل corsati في

البراكين

البراكين

البراكين

الكوارث الطبيعية – البراكين ( بحث علمي )
مرجع علمي متكامل عن البراكين يشرح ماهية البركان وأجزائه وأنواع المواد البركانية واشكال البراكين المختلفة كما يصنف البراكين حسب النشاط والشكل ويصف التوزع الجغرافي للبراكين , كما يتحدث عن أثار البراكين والظواهر المصاحبة لها يعتبر مرجعاً هاماً للباحثين في هذا المجال

تعريف البركان:

البركان هو ذلك المكان الذي تخرج أو تنبعث منه المواد الصهيرة الحارة مع الأبخرة والغازات المصاحبة لها على عمق من والقشرة الأرضية ويحدث ذلك خلال فوهات أو شقوق. وتتراكم المواد المنصهرة أو تنساب حسب نوعها لتشكل أشكالا أرضية مختلفة منها التلال المخروطية أو الجبال البركانية العالية .
وتعتبر البراكين من الظواهر الطبيعية الفريدة التي استرعت انتباه الإنسان منذ القدم وهي تلعب دورا عظيما في العمليات الجيولوجية التي تؤثر على تاريخ تطور القشرة الأرضية وتشكلها . وذلك لأن أغلب أجزاء القشرة الأرضية تأثرت بالعمليات الاندفاعية وخضعت في تشكيلها إلى مساهمة العمليات الاندفاعية. وتفيد دراسة البراكين في التعرف على مراكز الهزات الأرضية ودراسة البراكين فرع من فروع الجيولوجيا والذي أصبح قائما بذاته يعرف باسم علم البراكين Volcanology. والبراكين يصاحبها تكون معادن وخامات هامة جدا من الناحية الاقتصادية.

أجزاء البراكين:

إذا نظرت إلى الشكل ستجد أنه يتكون من:

جبل مخروطي الشكل:

يتركب من حطام صخري أو لافا متصلبة. وهي المواد التي يقذفها البركان من فوهته وكانت كلها أو بعضها في حالة منصهرة.

فوهة:

وهي عبارة عن تجويف مستدير الشكل تقريبا في قمة المخروط، يتراوح اتساعه بين بضعة آلاف من الأمتار. وتنبثق من الفوهة على فترات غازات وكتل صخرية وقذائف وحمم ومواد منصهرة (لافا) وقد يكون للبركان أكثر من فوهة ثانوية إلى جانب الفوهة الرئيسية في قمته كما ترى في الشكل:

مدخنة أو قصبة:

وهي قناة تمتد من قاع الفوهة إلى أسفل حيث تتصل بفرن الصهير في جوف الأرض. وتندفع خلالها المواد البركانية إلى الفوهة. وتعرف أحيانا بعنق البركان.

وبجانب المدخنة الرئيسية، قد يكون للبركان عدة مداخن تتصل بالفوهات الثانوية. انظر الى الشكل

البراكين

أنواع المواد البركانية:

يخرج من البراكين حين ثوراتها حطام صخري صلب ومواد سائلة.

الحطام الصخري:

ينبثق نتيجة للانفجارات البركانية حطام صخري صلب مختلف الأنواع والأحجام عادة في الفترة الأولى من الثوران البركاني. ويشتق الحطام الصخري من القشرة المتصلبة التي تنتزع من جدران العنق نتيجة لدفع اللافا والمواد الغازية المنطلقة من الصهير بقوة وعنف ويتركب الحطام الصخري من مواد تختلف في أحجامها منها الكتل الصخرية، والقذائف والجمرات، والرمل والغبار البركاني.

الغازات:

تخرج من البراكين أثناء نشاطها غازات بخار الماء، وهو ينبثق بكميات عظيمة مكونا لسحب هائلة يختلط معه فيها الغبار والغازات الأخرى. وتتكاثف هذه الأبخرة مسببة لأمطار غزيرة تتساقط في محيط البركان.

ويصاحب الانفجارات وسقوط الأمطار حدوث أضواء كهربائية تنشأ من احتكاك حبيبات الرماد البركاني ببعضها ونتيجة للاضطرابات الجوية، وعدا الأبخرة المائية الشديدة الحرارة، ينفث البركان غازات متعددة أهمها الهيدروجين والكلورين والكبريت والنتروجين والكربون والأوكسجين.

اللافا:

هي كتل سائلة تلفظها البراكين، وتبلغ درجة حرارتها بين 1000 م و1200م. وتنبثق اللافا من فوهة البركان، كما تطفح من خلال الشقوق والكسور في جوانب المخروط البركاني، تلك الكسورالتي تنشئها الانفجارات وضغط كتل الصهير، وتتوقف طبيعة اللافا ومظهرها على التركيب الكيماوي لكتل الصهير الذي تنبعث منه وهي نوعان:

أ‌ – لافا خفيفة فاتحة اللون:

وهذه تتميز بعظم لزوجتها، ومن ثم فإنها بطيئة التدفق ومثلها اللافا التي انبثقت من بركان بيلي (في جزر المرتنيك في البحر الكاريبي) عام 1902 فقد كانت كثيفة لزجة لدرجة أنها لم تقو على التحرك، وأخذت تتراكم وترتفع مكونة لبرج فوق الفوهة بلغ ارتفاعه نحو 300 م ، ثم ما لبث بعد ذلك أن تكسر وتحطم نتيجة للانفجارات التي أحدثها خروج الغازات .

ب – لافا ثقيلة داكنة اللون:

وهي لافا بازلتية، وتتميز بأنها سائلة ومتحركة لدرجة كبيرة، وتنساب في شكل مجاري على منحدرات البركان، وحين تنبثق هذه اللا فا من خلال كسور عظيمة الامتداد فإنها تنتشر فوق مساحات هائلة مكونة لهضاب فسيحة، ومثلها هضبة الحبشة وهضبة الدكن بالهند وهضبة كولومبيا بأمريكا الشمالية.

أشكال البراكين:

براكين الحطام الصخري:

يختلف شكل المخروط البركاني باختلاف المواد التي يتركب منها. فإذا كان المخروط يتركب كلية من الحطام الصخري، فإننا نجده مرتفعا شديد الانحدار بالنسبة للمساحة التي تشغلها قاعدته . وهنا نجد درجة الانحدار تبلغ 30 درجة وقد تصل أحيانا إلى 40 درجة مئوية وتنشأ هذه الأشكال عادة نتيجة لانفجارات بركانية. وتتمثل في جزر إندونيسيا.

البراكين الهضبية:

وتنشأ نتيجة لخروج اللافا وتراكمها حول فوهة رئيسية ولهذا تبدو قليلة الارتفاع بالنسبة للمساحة الكبيرة التي تشغلها قواعدها. وتبدو قممها أشبه بهضاب محدبة تحدبا هينا ومن هنا جاءت تسميتها بالبراكين الهضبية وقد نشأت هذه المخاريط من تدفق مصهورات اللافا الشديدة الحرارة والعظيمة السيولة والتي انتشرت فوق مساحات واسعة وتتمثل هذه البراكين الهضابية أحسن تمثيل في براكين جزر هاواي كبركان مونا لوا الذي يبلغ ارتفاعه 4100 م وهو يبدو أشبه بقبة فسيحة تنحدر انحداراً سهلاً هينا.

البراكين الطباقية:

البراكين الطباقية نوع شائع الوجود، وهي في شكلها وسط النمطين السابقين وتتركب مخروطاتها من مواد الحطام الصخري ومن تدفقات اللافا التي يخرجها البركان حين يهدأ ثورانه. وتكون اللوافظ التي تخرج من البركان أثناء الانفجاريات المتتابعة طبقات بعضها فوق بعض، ويتألف قسم منها من مواد خشنة وقسم آخر من مواد دقيقة، وبين هذا وذاك تتداخل اللافا في هيئة أشرطة قليلة السمك. ومن هذا ينشأ نوع من الطباقية في تركيب المخروط ويمثل هذا الشكل بركان مايون أكثر براكين جزر الفليبين نشاطا في الوقت الحاضر.

تصنيف البراكين حسب النشاط

تصنف البراكين حسب نوع النشاط إلى ثلاثة أصناف هي:

1.     نشيط Active

وهو البركان الذي انفجر خلال التاريخ الحديث، ويوجد من هذا النوع أكثر من (500) بركان في الوقت الحاضر على سطح الأرض.

2.     خامل Dormant

وهو البركان الذي لم ينفجر حديثا، ولكن يبدو حديث من حيث المظهر ولم يتآكل جداً أو بالي إلى الأسفل، ويوجد من هذا النوع أكثر من (4000) بركان.

3.     خامد (منقرض) Extinct

وهو البركان الذي لم ينفجر خلال التاريخ الحديث، ويظهر متآكل بشكل كبير جدا، فانه في هذه الحالة يعد منقرض ومن غير المحتمل جدا أن ينفجر مرة ثانية.

ولسوء الحظ لا توجد قاعدة دقيقة لتحديد بركان معين إلى صنف واحد أو أكثر من هذه الأصناف المذكورة أنفا ، إذ إن البراكين تختلف على نحو واسع في أنماط نشاطاتها العادية ، واعتمادا على الدراسات الإحصائية فان البركان المثالي ينفجر مرة واحدة كل ( 220 ) سنة ، إما البراكين التي تنفجر مرة واحدة كل ألف سنة فان نسبتها تشكل بحدود ( 20 % ) ، كما إن صفة الهدوء الطويل للبركان ليس ضمان للانقراض ، كما إن المعرفة الدقيقة للأسلوب الانفجاري للبركان في الماضي يسمح بتوقع أنواع من المخاطر المحتملة من الانفجارات في المستقبل لهذا النوع ، لذا فان معرفة التاريخ الانفجاري لأي بركان منقرض يكون حاسم لمعرفة كيف يكون نشاطه المحتمل في المستقبل .

إن البراكين الخامدة ربما تصبح نشطة بأي وقت، وهكذا ، ومن حيث المبدأ ينبغي ان يوضع تحت المراقبة هذا النوع من البراكين ، إذ يمكن أن يصبح البركان الخامل نشط وسريع جدا ، ومن الناحية النظرية فان البراكين الخامدة ( المنقرضة ) يمكن أن تهمل بسلامة ، ولكن مع هذا الافتراض يجب أن نميز بين البركان الخامل من إلا بركان الخامد ( المنقرض ) لمدة طويلة ، وعلى سبيل المثال فان بركان فيزوف كان قد اعتبر بركان

تصنيف البراكين حسب الشكل

تصنف البراكين حسب الشكل إلى الأنواع التالية:

1.     البراكين الدرعية Shield Volcanoes

يعد هذا النوع من اكبر البراكين التي تتميز بنشاط غير انفجاري وتنتج من ماكما ذات محتوي منخفض من السليكا يقدر بحدود(50%) ، (Keller.1976 ) وتتميز بأنها شديدة الحرارة ، وعظيمة السيولة وتنتشر فوق مساحات واسعة في شكل أشرطة أو طبقات رقيقة تكاد تكون أفقية ، وتبني بشكل أولي من تدفقات الحم البازلتية وتحتوي فقط نسبة قليلة من مادة البايروكلاستك Pyroclastic ، وتتميز أجنحتها بمخدرات نموذجية لا تتجاوز ( 15 ) درجة قرب قممها ( Lugens&Tarbuck.1976 ) ، إن البراكين الدرعية تبني تقريبا بالكامل من عدة تدفقات للحمم وهي شائعة في جزر الهاواي وتوجد أيضا في المناطق من شمال غرب المحيط الهادي وايسلند . ويترتب على هذا النوع من البراكين تكون الهضاب.

2.     البراكين المركبة

تعرف البراكين المركبة بشكل مخروطها الجميل الذي يرتبط بالماكما ذات المحتوي المعتدل من السليكا الذي بقدر بحدود (60%) مما يجعلها أكثر لزوجة من ألماكما المنخفضة السليكا في البراكين الدرعية، (Keller.1976)، وتتميز بخليط من النشاط الانفجاري وتدفقات الحمم. وتنتج البراكين المركبة عندما تقذف الحمم اللزجة نسبيا من مركبات الاندسايت ، وربما تستمر بقذف حمم لفترة طويلة ، لذا يتغير الأسلوب الانفجاري لها ويقذف البركان بقوة مادة البايروكلاستك التي يقع اغلبها قرب الفتحة ليبني رابية شديدة الانحدار من النفاية ، إن هذا الحطام سيغطي في حينه بالحمم مما ينتج تركيب ثابت من طبقات متعاقبة من حمم البايروكلاستك ، إن معظم البراكين الخطرة من هذا النوع تكمن في غرب الولايات المتحدة في مجموعة الكاسكيد ويكون جبل سانت هيلين يكون احد الأمثلة لذلك ، وكذلك جبل مايون في الفلبين ، وفوجيباما في اليابان التي تعرض الشكل الكلاسيكي للبركان المركب بمساحة قمة شديدة الانحدار وأجنحة ذات انحدار لطيف. (Lugens&Tarbuck.1976) .

3.     القباب البركانية Volcanic Domes

تتميز القباب البركانية بما كما لزجة ذات محتويات عالية من السليكا تقدر بحدود (70%) وذات نشاط انفجاري بشكل عام يجعل هذا النوع من البراكين خطرة جدا. (Keller.1976) وهي تتكون من تدفقات الرايوليت الاندسايت التي تكون أكثر لزوجة وبطيئة الجريان وبذلك فان التركيب الناتج يكون قبة بركانية مترابطة وشديدة الانحدار كثيرا ، إن هذه الحمم المتدفقة ببطيء يبدو أنها تتصلب قرب الفوهة التي تخرج منها قبل ظهور المادة بشكل كبير، إذن القباب البركانية تميل بان تكون صغيرة نسيا في امتدادها المساحي مقارنة بالبراكين الدرعية التي ربما تقسم لبضعة عشرات أو مئات من الأمتار ارتفاعا بالرغم من إنها يمكن أن تساهم ببناء قمم عالية تماما. (Carla.1997) ويعد جبل لاسين في الشمال الشرقي من كالفورينا الذي انفجر سابقا للفترة من (1915) إلى (1917) يكون مثالا جيدا لهذا النوع من البراكين. ( Keller.1976 ) كذلك فان جبل سانت هيلين الذي تميز بنوع سميك من الحمم الصلبة اللزجة ، وان القبة البركانية تكونت في حفرة كبيرة باقية من انفجار ها عام ( 1980 ) كذلك فان نوفارباتا الواقعة قرب جبل كاتما يا في ألاسكا تكون هي الأخرى مثالا اخرر لهذا النوع من القباب البركانيـــة . (Carla.1997)

4.     مخاريط النفاية Cinder Cone

في بعض الأحيان يشتد ضغط الغاز في ألماكما المرتفعة وقد يتحرر بانفجار شديد ومفاجئ الذي يقذف قطع ألماكما والصخور خارج البركان أن هذه ألماكما ربما تتجمد على شكل قطع صغيرة قبل سقوطها على سطح الأرض، إن هذه المادة البركانية المتفجرة بعنف قد وصفت بشكل جماعي باسم بايروكلاستك (Pyroclastic) وهي كلمة يونانية الأصل متكونة من مقطعين الأول (Pyros) التي تعني النار، و (Klastos) التي تعني كسر. أن هذه الشظايا من مادة البايروكلاستك يمكن إن تختلف إلى حد بعيد في الحجم من غبار دقيق جدا ، ورماد بركاني ، ورمل خشن ، وقطع تتراوح من حجم اكبر من كرة الكولف إلى كتل كبيرة التي ربما تكون بحجم الدار وكتل بحجم قطرات من الحمم السائلة ربما تكون أيضا قذفت من هذا النوع البراكين وعندما يسقط البايروكلاستك في مكان قريب جدا من الفوهة التي تقذف من خلالها ربما تتكون على شكل مخروط متماثل جدا يعرف باسم مخروط النفاية، ( Cinder Cone ) ( Carla.1997 ) .
إن البراكين من هذا النوع تتميز بمنحدرات شديدة جدا وتكون صغيرة إذ يكون ارتفاعا اقل من (300 متر) ( 1000 قدم ) وغالبا ما تتكون من مخاريط طفيلية تقع على أو قرب البراكين الكبيرة إضافة إلى انه يحدث بشكل متكرر وعلى شكل مجاميع حيث تمثل هذه المخاريط الطور الأخير الظاهر من هذا النشاط في إقليم تدفق البازلت الأقدم ( Lugens&Tarbuck.1976 ).إن الشكل النهائي لهذا النوع من الأشكال الأرضية يتحدد على أساس الزاوية التي يستند عليها ، وعلى هذا الأساس فان المخروط الذي يستند على حطام صخري مستقر وغير معرض للانزلاق إلى الأسفل يتمتع بزاوية ميل كبيرة ، ومثال على ذلك فان الشظايا الكبيرة التي تسقط قرب القمة يمكن ان تكون مخاريط ذات منحدرات ثابتة تتجاوز زاوية ميلها ( 30 درجة ) بينما الدقائق الناعمة تكون مخاريط ذات منحدرات لطيفة تصل إلى حدود ( 10 درجات ) . (Frank&Raymond.1974) وأفضل مثال لهذا النوع هو مخروط النفاية الذي يدعي بركتين ( Parictin ) في المكسيك الذي وصل ارتفاعه خلال سنتين بحدود 400 متر (1310قدم ) ( Lugens&Tarbuck.1976 ) .

التوزيع الجغرافي للبراكين:

تنتشر البراكين فوق نطاقات طويلة على سطح الأرض أظهرها:

  • النطاق الذي يحيط بسواحل المحيط الهادي والذي يعرف أحيانا بحلقة النار، فهو يمتد على السواحل الشرقية من ذلك المحيط فوق مرتفعات الأنديز إلى أمريكا الوسطى والمكسيك، وفوق مرتفعات غربي أمريكا الشمالية إلى جزر الوشيان ومنها إلى سواحل شرق قارة آسيا إلى جزر اليابان والفليبين ثم إلى جزر إندونيسيا ونيوزيلندا.
  • يوجد الكثير من البراكين في المحيط الهادي نفسه وبعضها ضخم عظيم نشأ في قاعه وظهر شامخا فوق مستوى مياهه. ومنها براكين جزر هاواي التي ترتكز قواعدها في المحيط على عمق نحو 5000م، وترتفع فوق سطح مياهه أكثر من 4000 م وبذلك يصل ارتفاعها الكلي من قاع المحيط إلى قممها نحو 9000 م
  • جنوب أوربا المطل على البحر المتوسط والجزر المتاخمة له. وأشهر البراكين النشطة هنا فيزوف قرب نابولي بإيطاليا، وأتنا بجزر صقلية وأسترو مبولي (منارة البحر المتوسط) في جزر ليباري.
  • مرتفعات غربي آسيا وأشهر براكينها أرارات واليوزنز.
  • النطاق الشرقي من أفريقيا وأشهر براكينه كلمنجارو.

التوزيع الجغرافي للبراكين

آثار البراكين:

1 – في تشكيل سطح الأرض:

نستطيع مما سلف أن نتبين آثار البراكين في تشكيل سطح الكرة الأرضية فهي تنشأ الجبال الشامخة والهضاب الفسيحة. وحين تخمد تنشأ في تجاويف فوهاتها البحيرات في الجهات المطيرة.

2 – في النشاط البشري:

من الغريب أن الإنسان لم يعزف السكنى بجوار البراكين حتى يكون بمأمن من أخطارها، إذ نجده يقطن بالقرب منها، بل وعلى منحدراتها أيضا. فبركان فيزوف تحيط به القرى والمدن وتغطيه حدائق الفاكهة وبساتين الكروم وجميعها تنتشر على جوانبه حتى قرب قمته. وتقوم الزراعة أيضا على منحدرات بركان (أثنا) في جزيرة صقلية حتى ارتفاع 1200 م في تربة خصيبة تتكون من البازلت الأسود الذي تدفق فوق المنطقة أثناء العصور التاريخية.
وهذه البراكين لا ترحم إذ تثور من وقت خر فتدمر قرية أو أخرى ويمكن للسائر على طول الطريق الرئيسي فوق السفوح السفلى من بركان أثنا وعند نهاية تدفقات اللافا المتدفقة وهي شواهد أبدية تشير إلى الخطر الدائم المحدق بالمنطقة.
وتشتهر جزيرة جاوه ببراكينها الثائرة النشطة وبراكينها تفوق في الواقع كل براكين العالم في كمية الطفوح واللوافظ التي انبثقت منها منذ عام 1500 م ومع هذا نجد الجزيرة تغص بالسكان ، فهي أكثف جهات العالم الزراعية سكانا بالنسبة لمساحتها ويسكنها نحو 75 مليون شخص ويرجع ذلك كما أسلفنا إلى خصوبة التربة البركانية، وقد أنشئت بها مصلحة للبراكين وظيفتها التنبؤ بحدوث الانفجارات البركانية وتحذير السكان قبل ثورانات البراكين مما يقلل من أخطار وقوعها.

الظواهر المصاحبة للبراكين

إن من أهم الظواهر الجيمورفولوجية المصاحبة للبراكين هي ظاهرة الكالديرا، إضافة إلى بعض الظواهر التي يطلق عليها بعض المتخصصين باسم الظواهر ألشبيهه بالبراكين، وسوف نسلط الضوء على هذه الظواهر بشكل مختصر، وهي كالأتي:

1 – الكالديرا Calderas

تعد هذه الظاهرة من الظواهر الجيمورفولوجية المصاحبة للبراكين ، واصل التسمية يعود إلى كلمة أسبانية معناها الدست أو الوعاء الكبير Caldron ، وهي تستخدم للتعبير عن الفوهات البركانية الضخمة التي تبدو في شكل أحواض واسعة في قمم البراكين ، واتخذ هذا الاسم من حفرة لاكالديرا Lacaldera في جزر كانا ريا التي يبلغ قطرها في أوسع جهاتها نحو ( 6 ) كـم ، ويتراوح عمقها بين ( 900 – 1650 ) كم ، ويبدو الجبل الذي تشغل قمته تلك الحفرة من بعيد في شكل مخروط مقطع الجوانب .
وتشغل أحواض الكالديرا العديد من أفواه البراكين في العالم ، وقد تكون بعضها نتيجة انفجارات بركانية عملاقة استطاعة تدمير قمم المخروطات البركانية القديمة .( جودة ، 1998 ) . ويعتقد إن بعض الكالديرا تتكون عندما تنهار قمة البركان في حجرة الصهير المفرغة بشكل جزئي بالأسفل ، وعلى سبيل المثال فان بحيرة كريتر في اوريكون التي تحتل منخفض عرضه بحــدود ( 810 ) كم ، وبحدود ( 1300 ) متر عمقا ، قد بدا في التكوين قبل حوالي ( 7000 ) سنة عندما أنتج البركان الذي سمي بعد ذلك جبل مازما Mount Mazama ، انفجار رماد عنيف يشبه كثيرا ما أنتجه بركان فيزوف الذي قذف ما يقدر بحدود من ( 50 – 70 ) كم مكعب من المادة البركانية ، وانهيار ( 1500 ) متر من ( 3600 ) متر كانت بارزة من المخروط ، وبعد الانهيار فان مياه الأمطار ملأت الكالديرا ، إما النشاط الذي تلي ذلك فانه ساعد على بناء مخروط نفاية صغير يدعى جزيرة ويزارد Wizard island . (Lugens&Tarbuck.1976).

2 – البراكين الطينية Mud Volcanoes

البراكين الطينية أو المخروطات البركانية ماهي إلا أشباه براكين ظاهرية النشأة Exogenous Origin وتبدو في مظهرها الخارجي على هيئة براكين صغيرة ينتشر وجودها في حقول زيت البترول ، وينبثق منها تدفقات طينية مصحوبة بغازات كربونية أو هيدروكربونية ، ويرجع سبب وجودها إلى صعود الغازات الكربونية التي تنبعث من زيت البترول التي تكتسح بعض المياه الموجودة في طبقات الصخور ، فإذا قابلتها طبقات طينية اختلطت مع هذه المياه وخرجت إلى السطح ، ويعتقد بان هذه البراكين الطينية من العلامات الدالة على وجود زيت البترول في باطن الأرض .

3 – النافورات والينابيع الحارة

إن هذه الظاهرة تشاهد في المناطق التي يكون فيها النشاط البركاني في دورته النهائية، وتظهر بشكل واضح في منطقة يلو ستون بارك، وومينج في الولايات المتحدة، وفي أيسلندا، وفي الجزيرة الشمالية لنيوزلندا، ويعتقد المختصين في علم الأرض بان مصدر مياه النافورات الحارة مياه باطنية شديدة الحرارة تسمح بظهور الأبخرة أولا، ثم انفجار المياه واندفاعها في شكل نافورات أو ظهوره على هيئة ينابيع طبيعية.

4 – البراكين الكبريتية Solfataras

 وهي عبارة عن فوهات براكين خامدة ينبعث منها بخار الماء وغاز الهيدروجين المكبرت، وغازات أحماض كبريتية أخرى ، وهذه بمجرد تعرضها للجو يترسب منها معدن الكبريت حول فوهة البركان ، وقد تتراكم هذه الرواسب في طبقات سميكة فتصبح صالحة للاستغلال ، ومن هذا النوع براكين كثيرة في جنوب ايطاليا . (الجوهري، 1999).

 

أهمية دراسة النشاط البركاني

تعد دراسة الصخور البركانية الناتجة عن النشاط البركاني مهمة ليس فقط لمعرفة ما يدور في باطن الأرض والكشف عن خباياه، وإنما أيضا يراد منه معرفة التركيب الكيميائي، والمعدني لهذه اللافا التي تخرج إلى سطح الأرض، وكيف تترك أثرها على نمط الانفجارات البركانية، وكيف تساهم في تكوين أشكال أرضية مختلفة اعتمادا على تلك الخصائص التي تتميز بها (Frank&Raymond.1974).

أسباب النشاط البركاني

أما أسباب النشاط البركاني فأنها تتعلق بتكتونية الألواح وان أكثر البراكين النشطة تحدد قرب التقاء الألواح حيث ألماكما تنتج كما لو يكون انتشار أو هبوط تفاعل ألواح الليثوسفير مع مواد الأرض الأخرى. وكذلك تحدث البراكين نتيجة للاختلافات الطبيعية والكيماوية ونشاط المواد المشعة في باطن الأرض. وأحيانا يكون النشاط الزلزالي سببا من أسباب حدوث النشاط البركاني.

كيف يتم قياس نشاط البراكين

يتم قياس نشاط البراكين باستخدام مجموعة من الأدوات والتقنيات الحديثة، ومن بين هذه التقنيات:

1- المراقبة الجيوفيزيائية: حيث يتم استخدام أدوات الرصد الجيوفيزيائية مثل الزلازل والتحليل الطيفي والتغيرات في الجاذبية لقياس المخاطر الناجمة عن البراكين.

2- الصور الفضائية: يتم استخدام الأقمار الصناعية لتوفير صور عالية الدقة للبراكين والمناطق المحيطة بها، ويمكن استخدام هذه الصور لتحديد تغيرات السطح وتحرك الحمم البركانية.

3- قياس التدفق الحراري للحمم البركانية: يتم قياس التدفق الحراري للحمم البركانية باستخدام كاميرات الأشعة تحت الحمراء، ويمكن تحليل هذه البيانات لتحديد النشاط البركاني.

4- قياس تغيرات الارتفاع: يتم قياس ارتفاع البركان باستخدام أجهزة الليزر والرادار، ويمكن استخدام هذه البيانات لتحديد تغيرات الحجم والشكل الجيولوجي للبركان.

5- قياس التغيرات في المجال المغناطيسي: يتم قياس التغيرات في المجال المغناطيسي للبراكين باستخدام جهاز مغناطيسية، ويمكن استخدام هذه البيانات لتحديد تغيرات السلوك البركاني.

باستخدام هذه التقنيات والأدوات، يمكن للعلماء قياس نشاط البراكين وتوقع وقت حدوث الانفجارات البركانية والزلازل والتحذير منها للسكان المجاورين.

كيف يتم حماية الناس من خطر البراكين

تتمثل الطرق المختلفة التي يمكن من خلالها حماية الناس من خطر البراكين في ما يلي:

1- تقييم المخاطر: يتم تحديد المناطق التي تتعرض لخطر البراكين، وتقييم الأضرار التي يمكن أن تحدثها الانفجارات البركانية، وهذا يساعد على إعداد استراتيجيات فعالة للحماية.

2- المراقبة الجيولوجية والجيوفيزيائية: تستخدم هذه التقنيات لرصد النشاط البركاني وتوقع الانفجارات البركانية وإعداد خطط الإخلاء والتحذير المبكر.

3- إعداد خطط الإخلاء: يتم إعداد خطط الإخلاء للسكان القريبين من البراكين، ويجب توفير ملاجئ آمنة ومعدات الطوارئ والإمدادات الأساسية للناجين.

4- المناطق التجريبية: تقوم السلطات بتحويل بعض المناطق القريبة من البراكين إلى مناطق تجريبية، وذلك لإعداد السكان والمتخصصين للتعامل مع هذه الظروف.

5- الوعي المجتمعي: يتم التوعية بخطورة البراكين وتعزيز وعي الجمهور حول خطر المخاطر البركانية وكيفية التصرف في حالة وقوع انفجارات بركانية.

6- المساعدة الحكومية: يجب أن تقدم الحكومات المحلية والوطنية المساعدة للسكان والأفراد المتضررين جراء الانفجارات البركانية، ويشمل ذلك توفير الموارد اللازمة للتعافي وإعادة الإعمار.

هل يمكن التنبؤ بثورات البراكين

نعم، يمكن التنبؤ بثورات البراكين إلى حد كبير باستخدام الأدوات والتقنيات المتطورة المتاحة حاليًا. وتشمل هذه التقنيات المراقبة الجيولوجية والجيوفيزيائية لنشاط البراكين، والتحليل الكيميائي للغازات البركانية، وتحليل الصور الفضائية والرادار.

تستخدم هذه التقنيات لرصد نشاط البراكين وتحليل تغيرات درجات الحرارة والتصاعد الغازي والأنشطة الزلزالية في منطقة البركان. وعندما تظهر علامات على شدة النشاط البركاني أو تغيرات ملحوظة في سلوك البركان، يتم تحذير السلطات المحلية وإصدار تحذيرات للسكان المحليين.

ومن خلال التحليل الدقيق للبيانات والمعلومات المتاحة، يمكن للعلماء تنبؤ بثورات البراكين بدقة، ولكن لا يمكن تحديد الوقت المحدد لحدوث ثورات البراكين بدقة مطلقة، حيث يظل توقيت الثورات البركانية من الأمور التي لا يمكن التنبؤ بها بشكل دقيق في كل الأحيان.

 


0 تعليق

اترك تعليقاً

عنصر نائب للصورة الرمزية (Avatar)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *