تقدير الذات
تقدير الذات
انت لا تحتاج المال او إعجابات الفيس بوك
أتذكر ولا أنسى أن أحد الأصدقاء ، وفي إحدى الجلسات ، اعترف لي بأنه مستعد لقضاء خمس سنوات من السجن ، مقابل حوالي 15 ألف دولار ، فسألته باستغراب شديد ، لماذا تقول ذلك ؟ فكان جوابه صادما لي ، قال : لكي أجعل أمي تعترف بي وتحترمني ، لكي أثبت لها ولكل عائلتي أني شخص مهم وموجود !
والسبب وراء اعترافه هذا
هو أن أمه كانت تميزه عن أخيه الأكبر ، فلأن أخاه الأكبر يتوفر على عمل وبالتالي يساهم في مصروف البيت ، تعامله أمه باحترام واهتمام ورأيه معترف به ومسموع ، على عكس الصديق الذي كان لازال طالبا حينها ، والتفسير الذي اقتنع به ؛ هو أن أمي طالما تعاملني بهذه الطريقة العاطفية الجافة ولاتعيرني اهتماما ، فهي تحتقرني أو تكرهني وأنا شخص عديم القيمة ، ولكي تكون لي قيمة يجب أن أحصل على المال بأية طريقة !
حينما سيكون لك شعور متدني بضعف تقدير الذات
فسوف تتملكك النزعة المادية ، فتجاهد طول العمر في سبيل امتلاك المال والحصول على الممتلكات حتى ولو كان ذلك على حساب قيمك ، كرامتك ، سعادتك ، لتصنع صورة مزيفة عن نفسك ، صورة تقول فيها للآخرين ، أنا شخص ذو قيمة ، إن لي ماليس لديكم ، تحاول جاهدا سد ثقب الشعور بالذونية والنقص الذي لازمك مند طفولتك..
إنها معركة خاسرة ضد نفسك الخيالية
التي تقول دائما : هل من مزيد ! وهوس قاتل لنيل الإستحسان والقبول من الآخرين ، لتدرك في نهاية الأمر أنك كنت تطارد خيط دخان ، فلا المال ولا الممتلكات قادرون على جلب التقدير لنفسك ، علما أن المال ضروري لأساسيات الحياة ويساهم في السعادة الإنسانية ، لكنه ليس شرطا لتقدر نفسك ، وكم من مشاهير حصلوا على كل شيئ ، لكنهم لم يحصلوا على تقدير أنفسهم ، كرهوا أنفسهم فانتهوا بوضع حد لحياتهم..
حينما سوف يكون لديك ضعف تقدير ذاتي
ستشعر بالغبن والكآبة حين ترى أصدقاء لك أو غرباء على صفحات الفايسبوك ، يحصلون على ((إعجابات)) أكثر منك ، إنها مقارنة سطحية ظالمة ، رغم أنهم ليسوا بالضرورة على ماهم عليه في الواقع ، فالفايسبوك مهرجان من النفاق الإجتماعي وحفلة تنكرية كبرى الكل يرتدي فيها الأقنعة ويحاول أن يلفت الإنتباه ويشعر أنه مهم أو موجود ، وقد أظهرت دراسات عديدة حقيقة هذا الأمر..
حينما سينقصك التقدير الذاتي
لن تستطيع قوللا ، والمطالبة بحقوقك الشخصية ، سوف تبيع نفسك رخيصا ، وتعطي الآخرين المرتبة الأولى وتسعى جاهدا لإرضائهم ، وستخاف من التعبير عن رأيك بصراحة فيهم … وعندما يجرح مشاعرك أحدهم ، ستخبئها في قلبك وتنزف ألما وندما لوحدك ، تتجرع سم مشاعر الذنب طوال حياتك ، حين سترى سلوكا جيدا في أحدهم ستود لو كان بامكانك أن تعبر عن استحسانك لهذا السلوك الإيجابي أو الصفة الحميدة لكنك ستشعر بالعجز العاطفي الذاخلي ، بل حتى أن مجاملات الآخرين لك لن تتقبلها ستشكك فيها وتنساها ، وستتقبل فقط انتقادات الآخرين اللادعة وآرائهم الهدامة فيك ، سوف لن تنساها وتجعلها تدل عليك مدى الحياة ..
المسألة أخطر مما نعتقد
فطوبى للوالدين اللذين يربيان أبنائهما على تقدير دواتهم ، إنه ميراث لايقدر بثمن..
تذكر أنك لست بحاجة لإعجابات الفايسبوك حتى تقدر نفسك
لست بحاجة للمال أو الممتلكات المادية ، حتى تغدو شخصا سعيدا ذو قيمة ، لست في حاجة إلى نشر منشورات لكتاب أو أشخاص آخرين على الفايسبوك تنسبها لنفسك ، حتى تطعم وحش الدونية الذي يعيش بداخلك ، وتروي عطش الإحساس بأنك أقل شأنا من الآخرين ، يمكنك أن تكون بطلا لنفسك ، بأن تنقدها من هذا الوحش الرهيب الذي يزداد حجمه مع مرور الوقت ، إن الشحص الذي يحتاجك أكثر من أي وقت مضى ، هو أنت..
إنه ظلم كبير أن تقسو على نفسك
ففي كل الأحوال لديك الله عز وجل ونفسك ، فكن لطيفا معها ، وأفضل مقارنة يمكنك أن تقوم بها هي أن تقارن مستوى تقديرك لذاتك هل هو في ارتفاع أم انخفاض ، وأنجح مشروع مضمون الربح هو أن تستثمر في احترام ذاتك..
كتابة : محمد ابليل
0 تعليق