كيف اسامح ؟

نشرت من قبل corsati في

كيف اسامح

كيف اسامح ؟

كيف اسامح

حينما يؤدي شخص ما مشاعرك بشدة ، بسبب قول أو فعل ، تشعر بجرح ونزيف ذاخلي من مشاعر الحزن والغضب والألم ، فيبدأ سم الكراهية في الإنتشار في عقلك وقلبك ، حتى يغير طريقة تعاملك مع هذا الشخص الذي آذاك إلى البغض تجاهه وتمني الشر له ومحاولة الإنتقام منه ،فتصل بذلك إلى الشر الذاخلي..

الفيلسوف أرسطو يعرف الكراهية على أنها الرغبة في إبادة الشخص المكروه

ويعتقد ديفيد هيوم أن الكراهية تؤدي غالبا إلى تدمير الكاره والمكروه معا..
أن تحمل حقدا أو كرها بذاخلك ، هذا يعني أن تتجرع السم لوحدك ، فماذ ا لو كانت هذه لحظتك الأخيرة قبل مغادرة الحياة ، فهل سيكون لك وقت لكي تفكر في عدم مسامحة الآخرين ..
يقول مايكل بيري في كتابه علاج الأمراض السرطانية ، إن عدم القدرة على المسامحة هو في حد ذاته ظاهرة مرضية ، يؤثر سلبا على صحة الإنسان ، وقد أثبتث دراسات علمية أن التوتر العصبي الناتج عن عدم المسامحة وحمل مشاعر الكراهية ، يضر بالجهاز الهضمي والأوعية الدموية ونظام المناعة في الجسم..

فالذات المريضة السوداء تحتوي على الحقد والبغض والغيرة والكراهية

إنها مليئة بالضغوط النفسية وتصل بصاحبها للشعور بالوحدة والقلق والضياع والإحباط ثم إلى مرحلة الشر..
والذات الصحيحة البيضاء تحتوي على الأمل والتفاؤل والحب والتسامح ، الذي يؤدي للرحمة والعطاء والحنان ، فتصل بصاحبها إلى الصحة والطمأنينة النفسية ، فكرم منك أن تصفح عمن آذاك وظلمك ، حتى أن الله عز وجل رفع قدرك واعتبرك الإستثناء والإنسان الحقيقي وجعلك ذو حظ عظيم حين قال سبحانه : ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ، ومايلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم..

وهاهو الحبيب محمد رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام ،في موقف أسطوري عظيم

يظهر مدى روعة أعظم شخصية في تاريخ البشر ، فقد ذهب مشيا على الأقدام للطائف جيئة وذهوبا وهي تبعد عن مكة نحو 60 ميلا يدعو القبائل إلى الإسلام ، فلم تستجب ولاواحدة ، ولما وصل للطائف كان ذلك من أقسى أيام حياته ، فقد قوبل بالسب واللعن والشتم والسخرية والضرب بالحجارة حتى اختضب نعلاه بالدماء عليه أفضل الصلاة والسلام ، فانطلق مهموما ، حزينا ، وإذا بجبريل عليه السلام يناديه قائلا : إن الله قد سمع قول قومك لك وماردوا عليك ، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ، فناداه ملك الجبال قائلا : إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين (الأخشبين جبلان بمكة) فقال عليه أفضل الصلاة والسلام ، بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولايشرك به شيئا..

وحتى تكون بداية جيدة لك على طريق التسامح إليك الخطوات التالية :

1, اتخد قرارا واضحا بأن تصفح عمن آداك
2, فكر في الشخص الذي آداك وظلمك
3, أغمض عينيك واسترخي
4, تخيل ماحدث في الماضي
5, استدعي الشخص وسامحه

قد تشعر أن المسامحة عملية عسير ة عليك

نعم إنها كذلك وقد تكون طويلة وبطيئة ، لأن من آداك سبب لك جراحا عميقة ، لكن هذا لايعني أنك لاتملك شجاعة المسامحة ، إنك تملكها فعلا فلا تنهزم أو تحبط وثق أنك قادر على ذلك ، حتى ولو كان الأمر متعبا وشاقا عليك ، فسيختفي الألم بمجرد أن تسامح ، لتكسر قيد الكراهية وتتحرر لتحقق في النهاية السلام الذاخلي .
يقول نيلسون مانديلا : عند خروجي من السجن أدركت أنه إن لم أترك كراهيتي خلفي فإنني سأظل سجينا.

 

التصنيفات: التنمية البشرية

0 تعليق

اترك تعليقاً

عنصر نائب للصورة الرمزية (Avatar)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *