العمارة الإسلامية
العمارة الإسلامية
تعتبر دراسة العمارة الإسلامية دراسة علمية واعية. تتركز على المفهوم العضوي للعمارة العربية الاسلامية من خلال فهم كيفية استخدام عناصر العمارة الاسلامية وفق طبيعة العصر وتقدم الوسائل التقنية والمواد المعمارية فيها. سيكون من الضروري تتبع ودراسة انواع العمائر الاسلامية من مساجد وقصور منذ عهد الرسول العربي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مرورا بالعمارة العباسية والأندلسية والهندية.
ما هي الخصائص الرئيسية للعمارة الإسلامية؟
تتميز العمارة الإسلامية بعدة خصائص رئيسية، ومن أبرزها:
- البساطة: حيث تكون العمارة الإسلامية متواضعة وغير متكلفة، وذلك لأن الدين الإسلامي يحث على الاعتدال والتواضع في جميع الأمور.
- التناسق والتوازن: فتتميز العمارة الإسلامية بالتناسق بين المباني والأشكال الهندسية والألوان والزخارف، مع الحرص على الحفاظ على التوازن فيها، وذلك لإيجاد جو من الهدوء والترتيب.
- العملية والوظيفية: فتكون المباني في العمارة الإسلامية عملية ووظيفية، بحيث تلبي احتياجات المستخدمين والمقترحة للاستخدام.
- الزخارف الإسلامية: حيث تتميز العمارة الإسلامية بالزخارف الإسلامية المذهبية والهندسية والنباتية والحيوانية، وتعتبر هذه الزخارف جزءًا من التصميم العام للمبنى.
- استخدام المواد: فتكون المواد التي تستخدم في العمارة الإسلامية محلية المنشأ، بسيطة وذات قيمة عالية، وتشمل الحجر والطوب والخشب والجص.
- الإضاءة: فتعتمد العمارة الإسلامية على الإضاءة الطبيعية، حيث يتم استخدام النوافذ والقباب لدخول أشعة الشمس والهواء إلى المبنى.
ما هو التصميم المعماري المميز للمساجد؟
يعتبر التصميم المعماري للمساجد من أكثر التصاميم المميزة في العالم، وذلك لأنه يحمل الكثير من الخصائص الفريدة التي تجعله مميزًا عن باقي التصاميم المعمارية. يتميز التصميم المعماري للمساجد بالبساطة والتواضع، حيث يعتمد على استخدام المواد المتوفرة في المنطقة، كما أنه يتميز بالفساحة والانفتاح، حيث يتم تصميمه بحيث يوفر مساحة كافية لاستقبال عدد كبير من المصلين.
وتتميز المساجد التقليدية بوجود قبة كبيرة في المنتصف، وأربعة أعمدة تدعم القبة، وتتوفر في المسجد أيضًا المحراب، الذي يشير إلى اتجاه القبلة، والمئذنة التي تستخدم للدعوة إلى الصلاة، كما يحتوي المسجد على صالة الصلاة والتي تكون مشوبة بالألوان الهادئة والمريحة للعين، مما يخلق جوًا هادئًا وروحانيًا يساعد على التركيز أثناء الصلاة.
ما هي أبرز العناصر المستخدمة في تصميم المباني الإسلامية؟
تصميم المباني الإسلامية يعتمد على العديد من العناصر المميزة التي تعكس هوية العمارة الإسلامية، ومن أبرز هذه العناصر نذكر:
- القبة: وهي عنصر مميز في العمارة الإسلامية، حيث تستخدم في تغطية صالة الصلاة في المسجد وتشكل عنصرًا جماليًا بارزًا.
- الأقواس: وتعتبر الأقواس من عناصر التصميم المهمة في العمارة الإسلامية، وتستخدم لتزيين وتصميم الأبواب والنوافذ، وتعطي الشعور بالحركة والتدفق داخل المبنى.
- المآذن: وتعتبر المآذن عنصرًا مميزًا في التصميم الإسلامي حيث تستخدم للدعوة للصلاة، وتعكس الطابع الإسلامي في التصميم المعماري.
- العناصر الزخرفية: وتشمل العناصر الزخرفية الكثير من الأشكال والأنماط المختلفة مثل النقوش، الجداريات، والأطقم الزجاجية التي تضيف جمالية وزخرفية للمبنى.
- البلاط: ويستخدم البلاط في صنع الأرضيات والجدران داخل المبنى، ويتميز بالألوان والأشكال الجذابة والمميزة.
- النوافذ: وتستخدم النوافذ في المباني الإسلامية بصورة كبيرة وتتميز بأنماط زخرفية فريدة ومتناسقة مع باقي عناصر التصميم المعماري.
كيف تطورت العمارة الإسلامية عبر الزمن؟
تطورت العمارة الإسلامية عبر الزمن بشكل كبير وشهدت تغيرات جذرية في التصاميم والأساليب المستخدمة. في البداية، اتبعت العمارة الإسلامية نمطًا مشابهًا للعمارة البدوية التقليدية، حيث كانت المنازل مبنية من الطين والحجر والخشب، وكانت تتميز بالبساطة والتواضع.
ومع توسع الإمبراطوريات الإسلامية وازدهارها، تم تطوير العمارة الإسلامية لتشمل أساليب مثل الفن الفارسي والفن البيزنطي والفن الهندي والفن الصيني. وتميزت هذه العصور بإنشاء بنايات ذات أسقف عالية وقباب كبيرة ومآذن مزخرفة.
وفي العصور اللاحقة، تم استخدام التقنيات الحديثة والمواد الجديدة في العمارة الإسلامية، مما أتاح للمهندسين والمعماريين تحقيق تصاميم أكثر تعقيدًا وجمالًا. ومن بين الأمثلة على هذه التصاميم المتطورة، نجد المسجد الشيخ زايد في أبوظبي، الذي يتميز بتصميم فريد ومبتكر ومصنوع من المواد الحديثة مثل الفولاذ والزجاج.
وبشكل عام، يمكن القول إن العمارة الإسلامية قد شهدت تطورًا كبيرًا عبر الزمن، وتميزت بتصاميم فريدة تعكس أسلوب حياة المجتمعات الإسلامية وثقافتها.
ما هي الأنماط الفنية التي تم اعتمادها في العمارة الإسلامية؟
تميزت العمارة الإسلامية بتنوع أساليبها وأنماطها ، وتفردت بعدة سمات فنية مميزة. ومن بين الأنماط الفنية التي اعتمدتها العمارة الإسلامية:
- الأقواس المتعرجة: وهي قوس على شكل حرف (س) يتم استخدامه في عمارة الأبواب والنوافذ.
- الخطوط المنحنية: تستخدم الخطوط المنحنية في العديد من الزخارف والنقوش في العمارة الإسلامية، وتعكس هذه الخطوط الحركة والحيوية.
- الأعمدة والقباب: تعتبر الأعمدة والقباب من أبرز العناصر المميزة للعمارة الإسلامية، وتعتبر قباب المساجد خاصةً من أكثر الأشكال الفنية شهرةً في العمارة الإسلامية.
- الفسيفساء: تعتبر الفسيفساء أحد أساليب الزخرفة الرئيسية في العمارة الإسلامية، ويتم تصنيعها عن طريق تجميع القطع الملونة من الزجاج أو الخزف أو الحجر لتشكيل نمط محدد.
- النقوش الجصية: تستخدم النقوش الجصية في العديد من الأبنية الإسلامية كزخرفة وتصفية للجدران.
وهذه بعض الأنماط الفنية التي تم اعتمادها في العمارة الإسلامية، والتي تعكس جمالية وفنية هذا النوع من العمارة.
كيف يتم تصميم القباب والأقواس في المباني الإسلامية؟
تصميم القباب والأقواس في المباني الإسلامية يعتمد على مجموعة من المبادئ والتقنيات المعمارية التي تم تطويرها عبر العصور. يتم استخدام الأقواس والقباب في المساجد والمدارس والقصور وغيرها من المباني الإسلامية منذ أكثر من 14 قرناً، وتستخدم لتوفير الدعم اللازم للسقوف والجدران.
الأقواس في المباني الإسلامية تشمل القوس المحيطي والقوس المسطح والقوس المدبب والقوس الحلزوني وغيرها، وتختلف شكل القوس حسب النمط المعماري والفترة التاريخية والمكان الجغرافي.
أما بالنسبة للقباب، فإن تصميمها يعتمد على مجموعة من العوامل مثل الضغط الجانبي والوزن والارتفاع والشكل الهندسي، وتختلف أيضاً حسب النمط المعماري والفترة التاريخية والمكان الجغرافي.
يستخدم في تصميم الأقواس والقباب في المباني الإسلامية أساليب هندسية مثل التصميم بالقوس والتصميم بالحلزون والتصميم بالمحور، كما يتم استخدام الأشكال الهندسية المتعددة مثل المثلث والمربع والدائرة والمستطيل وغيرها من الأشكال.
بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام الزخرفة والتفاصيل الزخرفية في تصميم الأقواس والقباب، وتختلف هذه الزخرفات حسب النمط المعماري المستخدم. على سبيل المثال، يستخدم العربيون الزخارف النباتية في ما يسمى بالعمارة الإسلامية الكلاسيكية، بينما يتم استخدام الزخارف الهندسية في العمارة الإسلامية المعاصرة.
ما هي أهم معالم العمارة الإسلامية في العالم؟
تتميز العمارة الإسلامية بتنوعها وغناها، وتختلف معالمها من بلد لآخر ومن عصر لآخر. ومع ذلك، يمكن تحديد بعض المعالم الأساسية للعمارة الإسلامية في العالم، ومن هذه المعالم:
- القبة: وهي إحدى العناصر الأساسية في العمارة الإسلامية، وتتميز بشكل دائري وتوجد فوق المساجد والمباني الدينية.
- الآثار الإسلامية في الأندلس: حيث تعتبر جامع قرطبة والحمراء في غرناطة وجامع الأزهر في مصر من أشهر المباني الإسلامية في العالم.
- الآثار الإسلامية في الهند: حيث تشتهر معالم العمارة الإسلامية في الهند بأسلوبها الفريد المزج بين العناصر الإسلامية والهندية المحلية، مثل تاج محل في آجرا وجامع النجف في نيودلهي.
- الزخارف الإسلامية: حيث تتميز العمارة الإسلامية بالزخارف الجميلة والمعقدة، التي توجد على الجدران والأسقف والأبواب والنوافذ.
- المآذن: وهي أبراج توجد فوق المساجد، وتتميز بأشكالها الجميلة والمتنوعة، وتبث صوت الأذان لدعوة المسلمين للصلاة.
ما هو الدور الذي تلعبه الزخرفة في العمارة الإسلامية؟
تلعب الزخرفة دورًا مهمًا في العمارة الإسلامية، حيث تمثل إحدى العناصر الفنية الأساسية التي تضفي على المباني طابعًا جماليًا مميزًا. وتعتبر الزخارف الإسلامية تعبيرًا عن الفن والجمال والمعرفة الإسلامية، وتشكل مظهرًا فريدًا من مظاهر الثقافة الإسلامية.
وتتميز الزخارف الإسلامية بالتصاميم الهندسية المعقدة والمتناغمة، والأشكال النباتية والجيومترية، ولا يستخدم فيها تصوير النساء أو الحيوانات، وهذا يعكس الثقافة والإيمان الإسلامي.
وتستخدم الزخارف الإسلامية في العمارة الإسلامية على نطاق واسع، حيث توجد على الجدران والأسقف والأبواب والنوافذ والأرضيات، وتشكل بذلك جزءًا لا يتجزأ من تصميم المباني. وتعبر الزخارف الإسلامية عن مفهوم الجمال والتناغم والتوازن، وتساعد في خلق أجواء هادئة وروحانية في الفضاءات الداخلية والخارجية للمباني الإسلامية.
ما هي أهم التقنيات المستخدمة في العمارة الإسلامية؟
تستخدم العمارة الإسلامية مجموعة واسعة من التقنيات والأساليب المعمارية الفريدة، ومن أهم هذه التقنيات:
- القبة: تشكل القبة جزءًا بارزًا من العمارة الإسلامية، وهي عبارة عن قوس يتم تغطيته بطبقة من الحجر أو الطوب، ويتم إنشاء القباب بأشكال وأحجام مختلفة.
- الآرك: هي قوس كبير ومحدد الشكل في العمارة الإسلامية، وتعتبر تقنية موثوقة لدعم القباب والأقواس الأخرى.
- الزخارف الإسلامية: تعتمد العمارة الإسلامية على الزخارف الجميلة والمعقدة التي تصنع يدويًا من قبل الحرفيين الماهرين، وتستخدم هذه الزخارف لتزيين الجدران والأسقف والأبواب والنوافذ.
- النوافذ: تستخدم العمارة الإسلامية نوافذ بأشكال مختلفة، وتتميز بزجاجات خاصة تسمح بدخول الضوء دون أن يتم التعرض للحرارة الشديدة.
- الماء: يعتبر استخدام الماء جزءًا مهمًا من العمارة الإسلامية، حيث تستخدم النوافير والأحواض والأباريق كطريقة لتهدئة درجة الحرارة في الصيف وتحسين الرطوبة في الجو.
- الحدائق: تستخدم الحدائق في العمارة الإسلامية كجزء من التصميم العام للمباني، وهي تعتبر مصادر هامة للانتعاش النفسي والروحي للأشخاص الذين يزورون المباني.
ما هي الحركات الفنية التي تأثرت بالعمارة الإسلامية؟
تأثرت العديد من الحركات الفنية بالعمارة الإسلامية، ومن أهم هذه الحركات:
- الفن الأندلسي: يعد الفن الأندلسي جزءًا من الفن الإسلامي، وقد تأثر بشدة بالعمارة الإسلامية في الأندلس خلال فترة الحضارة الإسلامية في إسبانيا. يتميز الفن الأندلسي بالأشكال الجميلة والألوان الزاهية والزخارف المعقدة.
- الفن المغولي: تأثر الفن المغولي بالعمارة الإسلامية خلال فترة حكم الدولة المغولية في آسيا الوسطى والهند، ويتميز بالأشكال الهندسية المعقدة والألوان الزاهية والزخارف الجميلة.
- الفن العثماني: يعد الفن العثماني جزءًا من الفن الإسلامي، وتأثر بشدة بالعمارة الإسلامية في الدولة العثمانية خلال الفترة من القرن الخامس عشر حتى القرن العشرين. ويتميز الفن العثماني بالأشكال الجميلة والزخارف المعقدة والألوان الزاهية.
- الفن المغربي: يعد الفن المغربي جزءًا من الفن الإسلامي، ويتميز بالأشكال الجميلة والزخارف المعقدة والألوان الزاهية والحرفية العالية، وقد تأثر بشدة بالعمارة الإسلامية في المغرب.
هذه هي بعض الحركات الفنية التي تأثرت بالعمارة الإسلامية، ويمكن أن يكون للعمارة الإسلامية تأثير على العديد من الحركات الفنية الأخرى أيضًا.
العمارة الاسلامية في العصر الأموي:
(مساجد) إن البحث في فن العمارة الاسلامية بشكل عام يقود إلى التركيز والبحث في بناء المساجد بشكل خاص لأنها المباني الاولى التي أخذت الطابع الاسلامي ويعتبر بناء المسجد الأول في المدينة المنورة، وقبة الصخرة والمسجد الأقصى من أقدم المباني في العالمين العربي والاسلامي.
المسجد النبوي الشريف (مسجد قباء):
بني في عهد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة نواة لبناء المساجد في جميع أنحاء البلاد العربية والاسلامية. ان بناء المسجد الأول يمثل البساطة والتقشف، اذا كان مربع المسقط، لا يزيد طول ضلعه على/70/ مترا تقريبا، وارتفاع الجدران المبنية باللبن لا يتجاوز خمسة أمتار، والجانب الشمالي الغربي عبارة عن رواق له سقف تحمله جذوع النخيل والسقف كان من النخيل والطين،
وفي الجانب الجنوبي الشرقي بنيت تسع غرف كمسكن للنبي عليه الصلاة والسلام، كما يوجد ثلاثة أبواب متعامدة تؤدي إلى الصحن المكشوف الذي يتوسط المسجد، اضاف النبي عليه الصلاة والسلام منبرا مكونا من ثلاث درجات، بعد وفاة الرسول الكريم دفن في المسجد، تم توسيع المسجد من قبل عمر بن خطاب بأبعاد 98×89 متر واستعملت أعمدة من الخشب وأصبح له ست أبواب، وفي عهد عثمان بن عفان أصبح المسجد أكثر اتساعا واستبدلت الاعمدة الخشبية بالحجرية والجدران اللبنية بجدران حجرية.
مسجد قبة الصخرة في القدس:
شيده الأمويين وعلى الأغلب ان الخليفة عبد الملك بن مروان الذي أمر ببناء قبة الصخرة اراد اضفاء طابع التعظيم للصخرة المقدسة والحفاظ عليها .فتصميم القبة يلائم الطواف حول الصخرة المقدسة ، بناء حجري مثمن الشكل ، مثمن خارجي من الجدران يليه مثمن داخلي من الاعمدة والاكتاف ، وداخل هذا المثمن دائرة من الأعمدة والاكتاف ايضا .وفوق الدائرة قبة مرفوعة على عنق اسطواني مضلع فيه 16 نافذة ، والقبة مصنوعة من الخشب تغطيها في الخارج طبقة من الرصاص ، يبلغ طول ضلع المثمن الخارجي 21 متر وارتفاعه 9 متر ، وفي الجزء العلوي من كل ضلع يوجد نوافذ ليصل منها النور إلى داخل البناء ، مؤلف اربع أبواب متعامدة ، الأقواس نصف دائرية والجدران الخارجية مغطاة بفسيفساء والقبة تزين من الداخل بالكتابة الكوفية .
المسجد الاقصى:
يحتل المسجد الأقصى المكانة الثانية بعد الكعبة المشرفة ، كان المسقط الافقي الاصلي للمسجد في عهد الوليد مستطيل طوله/ 80× 55 / متر ، ويتألف من سبعة أروقة تشكلها عدد من العقود تتعامد مع جدران القبلية ، ويتألف كل رواق من 11 عقدا عدا الرواق الأوسط فهو اعرض من الأروقة الأخرى ، ومنبر المسجد من عمل الصناع الحلبيين ، له 26 باب اطلق على الباب المواجه للمحراب باب النحاس الأعظم حيث كان مغطى بصفائح من النحاس الأصفر وعلى يمين هذا الباب سبعة أبواب كبيرة وأبواب القسم الشرقي عددها 11 باب غير مزخرفة ، الأروقة مبنية من الحجر ، وسط الحرم سقف جملوني تعلوه قبة جميلة ويكسو السطح الواح من الرصاص .
الجامع الأموي في دمشق:
يعتبر الجامع الأموي الذي شيده الوليد بن عبد الملك من اروع صروح العمارة العربية الاسلامية التي شيدها الأمويون، يتألف بناء الجامع من صحن كبير مستطيل الشكل على جوانبه ثلاث أبواب (باب البريد _ باب النوفرة _ باب العمارة) تصل بجهات المدينة الشرقية والغربية والشمالية. تمتد الأروقة من الشرق إلى الغرب ويبلغ ارتفاعها مع الأقواس 15 متر، يقطع الأروقة الثلاثة رواق معترض يمتد من الشمال الى الجنوب يبلغ ارتفاعه 32متر، تغطى القبلية بسقف خشبي مائل باتجاهين، تبلغ مساحة القبلية مع بقية اقسام الجامع 157× 97 متر تقريبا، يحيط بالصحن اروقة اخرى تحددها اقواس بشكل عقود، فوق هذه العقود صف من النوافذ مستطيلة الشكل وجزئها العلوي نصف دائري، في الطرفين الشرقي والغربي للجامع انشئت القاعات الاربعة التي استخدمت للتدريس والاجتماع.
الحرم:
يضم المحراب الذي يحتل الجزء الرئيسي في احدى فتحات الباب الذي كان يصل الجامع بقصر معاوية. ومنبرا بجانب المحراب، ومحاريب صغيرة وموزعة في الجدار الجنوبي.
المآذن:
مئذنة شاهقة الارتفاع من أشهر المآذن مئذنة العروس التي تتوسط الجدار الشمالي والأخرى في الزاوية الشرقية وتسمى مئذنة عيسى. ويعتبر أول جامع فيه مآذن.
الجامع الأموي الكبير بحلب:
يشبه الجامع الأموي في دمشق من حيث المخطط، تقول بعض المصادر أن سليمان بن عبد الملك بناه ليضاهي به الجامع الاموي الذي بناه الوليد بن عبد الملك. مستطيل الشكل بأبعاد 105×80 متر ويتألف من صحن واسع، يحيط بالقبلية 3 أروقة، ويتألف من أربعة أبواب: النحاسيين _ الجراكسية _ سوق الطيبية _ المسمارية. والحرم مؤلف من ثلاثة أروقة تحملها ويضم المنبر وعدة محاريب للصلاة ومدخلين رئيسين. ومأذنة الجامع في الجهة الشمالية الغربية مربعة الشكل مبنية على غرار المآذن البرجية المربعة ويبلغ ارتفاعها 42 متر تقريبا، طوقت بأربع أدوار مزخرفة بزخارف مختلفة.
العمارة الاسلامية في العصر العباسي:
بعد انتصار العباسيين ونقل مركز الخلافة الى بغداد. ظهرت عناصر معمارية جديدة في العمارة العربية الاسلامية في تلك الفترة. بني في العهد العباسي العديد من المساجد في العراق أشهرها مسجد سامراء وجامع ابن طولون ومسجد الأزهر.
مسجد سامراء:
يعتبر من أكبر المساجد اتساعا ، ويضم الكثير من العناصر المعمارية التي تميزه عن بقية المساجد الاسلامية ، بدأ في بنائه الخليفة العباسي المتوكل على الله ، وتخطيط المسجد مستطيل الشكل أبعاده / 260×180/ متر ومادة البناء المستعملة هي اللبن والقرميد ، السور مبني من اللبن ومدعم بأربعين برج قطر كل منها 4.5 متر ، يحيط بالصحن من جهتيه الشرقية والغربية أربعة صفوف من الدعائم ، ارتفاع سقف المسجد ما يقارب / 10.35/متر ، وإن أهم ما يميز مسجد سامراء هو استبدال الأعمدة بالأكتاف ، وكما يتميز بالمئذنة الملوية ويصعد للمأذنة بواسطة سلم يدور مرتفعا حول بدن المأذنة من الخارج .
مسجد ابن طولون في القاهرة:
يعتبر من أضخم وأجمل المباني العباسية ليس في مصر وحدها بل في المغرب العربي كله. يتألف المسقط من الصحن المكشوف والاروقة التي تحيط بالصحن، مربع طول ضلعه 90 متر تقريبا، ورواق القبلية هو أوسع الأروقة وينقسم إلى خمسة أروقة بواسطة خمس صفوف توازي جدار القبلية وكل صف يتألف من 17 عقدا مدبب، للجامع 19 باب، ومادة البناء المستعملة القرميد، وتتميز بمأذنة 2/3 بدنها مضلع يعلوه جزء أسطواني بينما مئذنة مسجد سامراء مستديرة بدءا من القاعدة حتى النهاية العليا، ومادة بناء المئذنة كانت من الحجارة.
العمارة الإسلامية في الاندلس:
لم يقتصر ازدهار العمارة والفن الاسلامي على أقطار المشرق العربي بل وصل هذا الازدهار الى أقطار المغرب العربي والاندلس ومن أشهر المباني الاسلامية الموجودة فيها جامع قرطبة، جامع القيروان، جامع الزيتونة.
جامع قرطبة:
يعتبر من أعظم المساجد الاسلامية في الاندلس، بدأ ببنائه الخليفة الاموي عبد الرحمن الداخل، وقد استغرق بناء هذا المسجد قرنين ونصف على وجه التقريب. كما استغرق بناء القسم الاول والاقدم منه سبع سنوات كانت مقاييس المسجد في البداية / 75×65/ متر وكان مكونا من 12 رواق مواز لجدران المحراب، ثم اضيف رواق جديد للمصلى من ناحية الصحن، كما زاد عليه ثمانية اروقة في اتجاه القبلية فعملوا على رفع السقف عن طريق وضع دعامات حجرية فوق الاعمدة الاقدم، اكتسب بناء جامع قرطبة مكانة فريدة في تاريخ فن العمارة. وتتالت الزيادات على المسجد وبعد اخر زيادة أصبح المسجد يضم 1093 عمود رخاميا موزعين على 35 رواق كما اصبحت مقاييس المسجد / 125×180/ متر وصار له تسعة عشر باب في واجهته الامامية وتسعة أبواب في كل من ضلعيه الشرقي والغربي.
جامع القيروان:
بناه عقبة بن نافع عندما قام بتخطيط مدينة القيروان ثم تهدم وأعيد بناءه في عهد هشام بن عبد الملك. المسقط الافقي للجامع مستطيل الشكل أبعاده / 126×77/ مترا له صحن أبعاده / 67×56/مترا ، ويتميز بوجود قبتان الأولى اعلى من المحراب والثانية على باب البهو المؤدي للجامع وتصميم جامع القيروان اصبح نموذجا للجوامع المشيدة في الاندلس والمغرب العربي وتؤكد الدراسات أن فكرة الاقبية المتقاطعة قد انبثقت من فكرة القباب المستخدمة في جامع القيروان ، وفي القبلية يوجد سبعة عشر رواقا توازي محوره الاساسي ، وقد تغلب المعمار على مشكلة قصر الاعمدة المأخوذة من الابنية القديمة باستخدام مكعبات حجرية ترتكز عليها الاعمدة ، والاعمدة عناصر رأسية حاملة للعقود ، وقد ساعد استخدام العقود على ارتفاع سقف الجامع ، والاعمدة المستخدمة ذات تيجان كورنثية .
جامع الزيتونة:
شيد في 12 هجري وكان يضم مجموعة من المباني تتألف من رباط وجامع ومدرسة، والمدرسة اصبحت فيما بعد أحد اشهر جامعات العالم في تدريس مختلف العلوم، ويحيط بالجامع مجموعة من الاسواق، كما يشتهر جامع الزيتونة بالمكتبة التي أسسها أبو زكريا مؤسس الدولة الحفصية وتحتوي على 25 الف كتاب، ان أهم ما يميز هذا الجامع انه يجمع بين المدارس المعمارية الاسلامية والعناصر المكونة للجامع وملحقاته .
العمارة الاسلامية في الهند:
تأثر تصميمها بالمساجد التي كانت أيام المغول تمتاز بمداخل ضخمة تحيط بها مآذن شاهقة الارتفاع، حيث غطي ايوان القبلية بقباب. واهم المساجد: مسجد قوة الاسلام ومسجد اللؤلؤة. مسجد قوة الاسلام: شيده قطب الدين ايبك على أنقاض معبد قديم حيث استفاد من عناصره، استخدم حجارة للحصول على استدارة القبب واستخدمت اعمدة هندية قديمة مزينة بتيجان على شكل زهرة اللوتس، حيث من اهم عناصره مأذنته المضلعة بارتفاع 72 مترا تتكون من 5 طبقات منشأة بالحجر الأحمر.
مسجد اللؤلؤة:
يجمع بين العناصر الهندية والاسلامية، تتميز واجهته بعقود مسننة، وتغطى جدرانها بألواح المرمر، ترتفع خلف الواجهة قباب ذات شكل بصلي.
كتابة: المهندسة صبا نيرباني
0 تعليق